الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجه وصف كلمات الله تارة بأنها تامة وتارة بأنها تامات

السؤال

لماذا التامة جاءت مفردة فى الحديث الأول جمعا فى الحديث الثانى؟.
1ـ أعوذ يكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة.
2ـ أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
وما هى كلمات الله التامة؟. وما هى كلمات الله التامات؟. الآية: قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي.
فما هى كلمات ربي فى هذه الآية؟ وهل هى نفسها الموجودة فى الحديثين؟. وبالنسبة للحديث الثانى: هل هذه رواية أخرى له: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق وذرأ وبرأ؟.
وإذا كانت رواية أخرى له، فما معنى: ذرأ وبرأ؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كلمة التامة بالإفراد والتامات بالجمع وردتا في أحاديث صحيحة وكلاهما جائز في اللغة وبليغ في المعنى فإذا اعتبرنا أن الإفراد وصف لما لا يعقل، فإن الأفصح في جمع الكثرة لغير العاقل أن يوصف بالإفراد، كما قال الخضري في حاشيته على ابن عقيل عند قول ابن مالك: والله يقضي بهبات وافرة.

وإذا اعتبرنا أن الجمع وصف لكثرتها فهو مناسب أيضا، لكثرة كلمات الله تعالى وعدم حصرها، ويمكن أن يقال: إن الوصف بالإفراد باعتبار الجنس، وبالجمع لاعتبار وصف أفراد هذه الكلمات وكثرتها ولتفخيمها وتعظيمها وقد وردت الألفاظ المذكورة في المسند وغيره من حديث ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين فيقول: أعيذكما بكلمات الله التامات من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن كل عين لامة.

قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط البخاري.

وقد فسر بعض أهل العلم كلمات الله: بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وكتبه المنزلة، كما سبق بيانه في الفتاويينرقم: 50004، ورقم: 72333.

وهو معناها في الآية المشار إليها، قال أهل التفسير: هي علمه وحكمه وآياته الدالة عليه، كما سبق بيانه في الفتوى: 52329، ولذلك فكلمات الله تعالى شاملة لأسمائه وصفاته وما أنزل في كتبه من الحكم والعلوم، كما فسرها بذلك شراح الحديث.

قال ابن عاشور في التحرير والتنوير: وهي كناية عن عدم تناهي معلومات الله تعالى.

وبرأ معناه: خلق، قال ابن منظور في اللسان: برَأَ اللّهُ الخَلْقَ: خَلَقَهُم، والبارئُ مِن أَسماءِ اللّه عزَّ وجلَّ.

وهو الذي خَلَقَ الخَلْقَ لا عن مِثالٍ، ولهذِهِ اللفْظَةِ مِن الاخْتِصاصِ بخِلْقِ الحيَوانِ ما ليس لها بغَيرهِ مِن المخْلوقات وقَلَّما تُسْتَعْمَلُ في غيرِ الحيوانِ فيُقال برَأَ اللّهُ النَّسَمَة وخَلَقَ السَّموات والأَرضَ.

وذرأ معناه: خلق، والذرأ مختص بخلق الذرية، كما في لسان العرب: وذرَأَ اللّهُ الخَلْقَ يَذْرَؤُهُمْ ذَرْءاً خَلَقَهم. وفي حديث الدُّعاءِ: أَعوذ بكَلِمات اللّهِ التامّاتِ من شَرِّ ما خَلَقَ وذرَأَ وبَرَأَ.

وكأَنَّ الذَّرْء مُخْتَصٌّ بخَلْقِ الذّرِّيَّة.

وننبه السائل الكريم إلى أن النص الصحيح للآية الكريمة هو: قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا {الكهف:109}.

وفي آية أخرى: وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ{ لقمان:27}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني