الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مجيء جبريل في صورة دحية الكلبي

السؤال

هناك حديث لعائشة ـ رضي الله عنها ـ لم أجد له دليلا: فما مدى صحته؟ تقول عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يقف مع رجل: يا رسول الله ما بالك تطيل الوقوف مع دحية الكلبي؟ وما بالك تأذن له في كل وقت ولا تحجبه ولا تمنعه في أي وقت يدخل؟ فيقيم النبي صلى الله عليه وسلم نساءه، فعائشة تستغرب، حتى أبو بكر عندما يأتي ويستأذن من الممكن أن ترده ومن الممكن أن تدخله، لكن كيف دحية يدخل كلما جاء؟ ويقيم النبي صلى الله عليه وسلم نساءه، لماذا هو تفتح له في أي وقت من ليل أو نهاروتطيل الوقوف معه كثيرا؟ وما أراك قط عبست في وجهه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أورأيتيه؟ قالت: نعم يا رسول الله، غير أني رأيت منه عجبا اليوم؟ قال: وما ذاك يا عائشة؟ فقالت: كان يلبس بردا أبيض، ووشاحا أبيض، ونعلا أبيض، وما رأيت دحية قبل ذلك يلبس أبيض إلا قليلا، فقال النبي: أبشري يا عائشة، فإنما ذاك جبريل كان يخبرني بأمر ربي، قلت:إنما كان دحية؟ فقال: أجل ما كان جبريل يأتيني في صورة أحد من البشر إلا في صورة دحية بن خليفة الكلبي، فقالت عائشة: فمن يومها كان لدحية في نفوسنا مكان.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن هذا الحديث بهذا السياق لم نقف له على وجود في دواوين السنة ـ بحسب ما بحثنا ـ وإن روي أصله في بعضها، ومن ذلك: ما رواه النسائي في سننه مرفوعًا: وإنه لجبريل عليه السلام نزل في صورة دحية الكلبي. قال الألباني: صحيح.

ومن ذلك أيضًا: ما رواه الطبراني في الكبير والأوسط عن أنس ـ رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول: يأتيني جبريل عليه السلام على صورة دحية الكلبي.

وبجانب المرفوع جاء أيضًا موقوفًا فيما رواه أحمد في المسند عن ابن عمر قال: وكان جبريل عليه السلام يأتي النبي صلى الله عليه و سلم في صورة دحية.

قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني