الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التبول قبل الغسل من الجنابة

السؤال

هل يجوز دخول الحمام والتبول قبل الاغتسال من الجنابة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان مرادك السؤال عما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من نهيه عن أن يبول الرجل في مستحمه، فاعلم أن هذا النهي صحيح ثابت أخرجه أصحاب السنن الأربعة، وقد علل النبي صلى الله عليه وسلم النهي بقوله: فإن عامة الوسواس منه.

وعليه، فالبول في المستحم مما ينبغي اجتنابه لما ينشأ عنه من الوسواس، وقد قيد ذلك العلماء بما إذا خشي أن يصيبه شيء من رذاذ البول، لأن الوسواس يكثر حينئذ.

قال شمس الحق في عون المعبود: وقال النووي في شرحه: إنما نهى عن الاغتسال فيه إذا كان صلباً يخاف منه إصابة رشاشة، فإن كان لا يخاف ذلك بأن يكون له منفذ أو غير ذلك فلا كراهة. انتهى.

وإن كان مرادك السؤال عن نفس البول قبل الاغتسال، فاعلم أنه لا حرج على من أراد غسل الجنابة في أن يقضي حاجته من تبول ونحوه قبل أن يغتسل، ثم عليه إذا قضى حاجته أن يستنجي أولاً، ثم يشرع في الغسل، وقد نبه النووي ـ رحمه الله ـ على أمر مهم فقال في شرح صحيح مسلم: وينبغي لمن اغتسل من إناء كالإبريق ونحوه أن يتفطن لدقيقة قد يغفل عنها، وهي أنه إذا استنجى وطهر محل الاستنجاء بالماء، فينبغي أن يغسل محل الاستنجاء بعد ذلك بنية غسل الجنابة، لأنه إذا لم يغسله الآن ربما غفل عنه بعد ذلك فلا يصح غسله لترك ذلك، وإن ذكره احتاج إلى مس فرجه فينتقض وضوؤه أو يحتاج إلى كلفة في لف خرقة على يده. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني