الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من دخل في الإسلام وعنده مال من كسب حرام

السؤال

عندي قطعة من الذهب حصلت عليها من مال مختلط من العمل والقمار ثم قدر الله ودخلت في الإسلام، فماذا أفعل بهذه القطعة؟.
أفيدونا، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهنيئاً لك بالدخول في الإسلام واحرص على التمسك به فهو السبب الوحيد لصلاح الأحوال في الدنيا والآخرة والفوز بالجنة والسلامة من النار.

وأما هذه القطعة فهي حل لك، لأن الإسلام يجب ما قبله من المعاصي ويمحوه، كما قال ابن الأثير في النهاية في شرح حديث مسلم: الإسلام يجب ما قبله.

وقد نقل ابن بطال في شرح صحيح البخاري الإجماع على ذلك.

ويدل لهذا عموم قوله تعالى: قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن ينتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ {الأنفال:38}.

وقوله تعالى في شأن التوبة من الربا: فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ {البقرة:276}.

وفي الحديث: إذا أسلم العبد فحسن إسلامه يكفر الله عنه كل سيئة كان زلفها. رواه البخاري.

وفي الموسوعة الفقهية أن ابن رشد قال في الكفار: لو أسلموا لأحرزوا ما بأيديهم من الربا وثمن الخمر والخنزير. انتهى.

ويدل لهذا ـ أيضاً ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤثر عنه أمر من أسلم من أهل الأوثان ولا من اليهود ولا من النصارى بالتخلص مما اكتسبه بالوسائل المحرمة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني