الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أسباب الاختلاف بين المذاهب الفقهية

السؤال

يحيرني اختلاف الأئمة الأربعة في كثير من الأحكام الشرعية: فهل من كان يتبع مذهبا من المذاهب الأربعة يجب عليه اتباعه دون سواه في جميع الأحكام؟ فمثلا: أنا أتبع المذهب المالكي، وعند المالكية من أكل ناسيا في نهار رمضان فعليه القضاء، ولكن المذاهب الأخرى لا توجب عليه القضاء، فهل إذا لم أقض أكون آثما؟ مع أن هناك اختلافا في كثير من الأحكام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالعلماء يختلفون لأسباب متعددة، فيتبع كل منهم ما أداه إليه اجتهاده في المسألة، فقد يصح الحديث عند بعضهم ولا يصح عند غيره، وقد يصح الحديث ويكون له معارض من نص آخر فيصير إلى هذا المعارض ولا يرى ذلك غيره، وقد لا يبلغ بعضهم النص في المسألة.. إلى غير ذلك من الأسباب التي بينا طرفا منها في الفتوى رقم: 26350فلتراجع.

وليراجع كذلك كتاب رفع الملام عن الأئمة الأعلام لشيخ الإسلام ابن تيمية، فإنه مفيد في هذه المسألة، والأئمة الأربعة من أعلام هذه الأمة وأوسعهم علما، فلا حرج على من اتبع مذهبا من هذه المذاهب المتبوعة، بشرط عدم التعصب لهذا المذهب وأنه إذا علم أن مذهب متبوعه يخالف سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يترك مذهبه ويتابع السنة، وانظر الفتوى رقم: 121511 ، وما أحيل عليه فيها.

ويجوز لمن اتبع مذهبا معينا أن يتبع غير مذهب إمامه في المسائل الاجتهادية ما لم يقصد بذلك تتبع الرخص كما هو مبين في الفتوى رقم: 128687.

وأما بخصوص مسألتك، فإن الراجح عندنا هو مذهب الجمهور خلافا لمالك ـ رحمه الله ـ وهو أن من أكل أو شرب ناسيا فإنه يتم صومه ولا قضاء عليه، للأحاديث الدالة على ذلك، وانظر الفتوى رقم: 39803 ، ولا إثم عليك إذا اتبعت هذا المذهب لدلالة الحديث عليه ـ كما ذكرنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني