الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المراسلة بين الجنسين باب للفتنة والفساد

السؤال

سؤالي: أنا محرجة جدا وأشعر بعذاب نفسي؛ لأن قلبي يميل لشخص مع أني لم أره، ما بيني وبينه مراسلات على الانترنت لشؤون علمية، لكن ردوده في كثير من الأحيان فيها بعض التعريض، علما أنه متزوج، لقد صرت أفكر فيه، وقلبي يميل إليه، وضميري يؤنبني على مشاعري، لكنها ليست بيدي، لم أخبر أحدا بهذا، ولم أرد على أي من تعريضاته في الكلام. فهل هذا من زنا القلب؟ وهل أنا آثمة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمراسلة عبر الانترنت بين الرجال والنساء الأجانب، إذا كانت بابا للفتنة وتسهيل مداخل الشيطان فإنها لا تجوز، ومن ثم فينبغي لك قطع مراسلة هذا الرجل إلّا أن تكون هناك حاجة، فتكون المراسلة بقدرها، مع الحذر من استدراج الشيطان واتباع خطواته، واعلمي أنّ مجرد ميل المرأة لرجل دون سعي في أسباب ذلك لا حرج فيه ما لم يؤد إلى أمور محرمّة، و الإنسان لا يحاسب على مجرد حديث النفس لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم. متفق عليه.

لكن ننبّهك إلى أنّ الاسترسال مع الخواطر باب إلى الفتنة والفساد.

قال ابن القيم: قاعدة في ذكر طريق يوصل إلى الاستقامة في الأحوال والأقوال والأعمال: وهي شيئان أحدهما حراسة الخواطر وحفظها والحذر من إهمالها والاسترسال معها، فإن أصل الفساد كله من قبلها يجيء؛ لأنها هي بذر الشيطان والنفس في أرض القلب، فإذا تمكن بذرها تعاهدها الشيطان بسقيه مرة بعد أخرى حتى تصير إرادات، ثم يسقيها بسقيه حتى تكون عزائم، ثم لا يزال بها حتى تثمر الأعمال. انتهى.

واعلمي أنّه لا حرج على المرأة أن تعرض نفسها على الرجل الصالح ليتزوجها، وذلك بضوابط وآداب مبينة في الفتوى رقم:108281.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني