الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التداوي والأخذ بالأسباب لاينافيان التوكل على الله

السؤال

رزقني الله سبحانه وتعالي بابنة منذ ثلاث سنوات ونصف ولم يأمر بأن أرزق ثانية، فهل يجوز أو يصح استشارة زوجتي للطبيبة وكذلك أنا للطبيب وما قد يتبع ذلك من فحص أو تحاليل، أم يعتبر ذلك تدخلا في أمر الله ودرجة من درجات الشرك؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالنسل وإنجاب الأولاد من أهم مقاصد الزواج في الإسلام، ومن يحرص على ذلك ويرغب فيه ليس مذموماً بل هو ممدوح لأنه يسعى في تحقيق مقاصد الشرع، فعن معقل بن يسار قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال وإنها لا تلد أفأتزوجها، قال: لا، ثم أتاه الثانية فنهاه ثم أتاه الثالثة، فقال: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم. رواه أحمد وأبو داود والنسائي. وقال الألباني: حسن صحيح.

قال العظيم آبادي في عون المعبود بشرح سنن أبي داود: (تزوجوا الودود): أي التي تُحب زوجها (الولود) أي التي تكثر ولادتها، وقيد بهذين لأن الولود إذا لم تكن ودوداً لم يرغب الزوج فيها، والودود إذا لم تكن ولوداً لم يحصل المطلوب وهو تكثير الأمة بكثرة التوالد. (فإني مكاثر بكم الأمم) أي مفاخر بسببكم سائر الأمم لكثرة أتباعي. انتهى.

فسعيك إذاً لإنجاب الأولاد وما يتبع ذلك من التداوي واللجوء إلى الطب من الأمور المشروعة، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على التداوي ورغب فيه وفتح باب الأمل، ففي مسند أحمد وسنن أبي داود والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني عن أسامة بن شريك قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الناس خير؟ قال: أحسنهم خلقاً. ثم قال: يا رسول الله أنتداوى؟ قال: تداووا فإن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله.

فالسعي في التداوي والأخذ بالأسباب لا ينافيان التوكل على الله، وليس في هذا أي نوع من الشرك، ولا حرج في إجراء زوجتك فحوصات عند الطبيبة ولا في قيامك بذلك عند الطبيب، مع اللجوء إلى الله ودعائه فلا يرد القضاء إلا الدعاء كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولمزيد من الفوائد حول هذا الموضوع راجع في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 17431، 68592، 56196 .

ونسأل الله أن يرزقكم الذرية الصالحة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني