الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من أخذ مالا من الشركة التي يعمل بها بدون علم صاحب الشركة بنية إرجاعه

السؤال

أعمل في شركة صرافة بصفة محاسب وقد أخذت مالاً من الشركة على سبيل القرض دون علم أصحاب العمل وفي نيتي إرجاعه، علما بأنني أقوم باستقطاع جزء من راتبي كل شهر لتسديد ذلك الدين، وسؤالي هو: هل ما قمت به حرام؟ وماذا أفعل؟ علما بأنني لو أخبرتهم فربما طردوني من عملي، وهل ما قمت به يعتبر خيانة للأمانة وأنني في زمرة المنافقين؟ وما هو الحل؟.
وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن ما قمت به من الخيانة الواضحة، ولا يحل لك أن تأخذ من أموال الشركة شيئاً إلا بإذن أصحابها والواجب عليك أن تتوب إلى الله توبة نصوحاً جامعة لشروط قبولها، من الندم على ما سلف، والإقلاع عنها خوفاً من الله تعالى وتعظيماً له وطلباً لمرضاته، والعزم الصادق على عدم العودة إليها أبداً، مع رد المظالم إلى أهلها، فقد قال تعالى: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا {النساء:58}.

وقوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ {الأنفال:27}.

وما دام السائل يخشى الطرد لو أخبر أصحاب الشركة، فيكفيه أن يتوب في ما بينه وبين الله، وأن يرد مثل ما أخذ -(بدون إخبار صاحب الشركة)- كله دفعة واحدة، إلا أن يعجز عن رده دفعة واحدة، فيرده حسب استطاعته، وأن يجتهد في إتقان عمله ونفع أصحاب الشركة، كما فوت عليهم شيئاً من منفعة أموالهم، وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 26238، 125579، 107948.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني