الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس من حق الزوجة تأديب زوجها على اقترافه المعاصي

السؤال

هل لي الحق في مطالبة زوجي بعدم السلام على السيدات ـ باليد طبعا ـ لأنها تخلق الكثير من المشاكل بيني وبينه، ولكنه يقول أنا رجل وأنا بطبعي أغار وأقول له ـ مهددة ـ إن فعلتها مرة ثانية فأنا سأسلم على الرجال وتنشب المعارك بيننا.
فأفيدوني، جزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من شك في أن مصافحة الرجل للنساء الأجنبيات أمر محرم ولا يقره الشرع الحنيف، وعلى من شاهده أن ينكره على مرتكبه، وبالتالي فللزوجة ـ بل وعليها ـ أن تنكره من باب تغيير المنكر، لا من باب أن من حقها على زوجها الامتناع عن غيرها من النساء، كما هو الحال بالنسبة له عليها.

وأما ما تفعلينه من تهديد زوجك بمصافحة الرجال الأجانب حال عدم امتناعه من مصافحة النساء، فإنه غير جائز، لكونه تهديداً بفعل معصية وهو اجتراء على ارتكاب ما نهى الشرع عنه، كما أنه إهدار لقوامة الزوج، وليس من حق الزوجة تأديب زوجها على المعاصي أو إلزامه بالواجبات، وإنما يجوز لها ـ إذا كان زوجها مرتكباً للمحرمات أو متهاوناً في الفرائض ـ أن تطلب الطلاق منه، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 37112.

أما القوامة فهي للزوج، قال تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ {النساء:34}.

والقوامة: تعني رعاية المصالح الدنيوية والدينية، قال السعدي: قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى، من المحافظة على فرائضة وكفهن عن المفاسد، والرجال عليهم أن يلزموهن بذلك.

فالواجب عليك الكفّ عن هذا السلوك ومناصحة زوجك برفق وإطلاعه على كلام أهل العلم في تحريم مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 1025، واحذري من النزاع والشقاق وكثرة الجدال مع زوجك فذلك يفتح الباب للشيطان ليفسد بينك وبين زوجك ويصده عن قبول النصح، واستعيني بالله واحرصي على حسن التبعل له وعدم التقصير في حقوقه والدعاء له بظهر الغيب، فإن الله قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني