الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يعطى السمسار بقدر جهده في العمل

السؤال

شركة تسويق تجاري وإعلاني على الإنترنت تقوم بالبيع والاعلان لمنتجات شركات كبرى حيث تعطي هذه الشركة هدايا تتمثل في أجهزة تلفاز وجوالات وغيرها لمن يقوم بالإشهار لها، يقوم الشخص بالدعاية للشركة بالاتصال على أصدقاء وأشخاص عن طريق أي وسيلة كالمسنجر أو الشات أو رسائل الجوال فيقومون بتسجيل أنفسهم في الشركة مجانا قصد رؤية منتجات الأسواق أو شرائها، فيتحصل الشخص على نقاط تحسبها له الشركة على كل شخص سجل عندها يحصل الشخص على الهدية التي يختارها من الهدايا على حسب النقاط إذا اختار جوالاً بـ 16 نقطة، وجمعت جميع هذه النقاط تقوم الشركة بإرسال الهدية له. هل يجوز التعامل مع هذه الشركة مع العلم أن الشخص الذي يقوم بالإشهار لها والأشخاص الذين يشتركون فيها لا يدفعون شيئاً من جيوبهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا العمل سمسرة والأصل في السمسرة الجواز وهي داخلة في باب الجعالة كما قال في المدونة، وقد بوب البخاري عليها فقال: باب أجر السمسرة: ولم ير ابن سيرين وعطاء وإبراهيم والحسن بأجر السمسار بأساً. فإذا كانت الشركة تعطي هدايا على سبيل الأجر لمن يسوق أو يروج لها فإن هذا نوع من الجعالة وهي مباحة إذا كان ما يروج له مباحاً، إلا أنه لا يسوغ أن يحددوا نقاطاً معينة لا يؤجر من نقص عنها، بل يتعين أن يعطوا لكل شخص حسب جهده وإنتاجه، فإن الفقهاء قد ذكروا أن أجر الجعالة لا يستحقه العامل إلا بعد الانتهاء من العمل، وشرطوا في ذلك ألا يحصل للجاعل انتفاع ببعض العمل، كما قال الدسوقي فإن عمل العامل ما يحصل به الانتفاع للجاعل فيعطى له بقدر نسبته. ففي مسالتنا هذه لو أنه يعطى جوال ثمنه مائة دينار لمن جاء بعشرة زبناء فيتعين إعطاء من جاء بخمسة نصف ذلك لأن الشركة تستفيد من الزبناء الخمسة، وراجع في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 78860، 77134، 50130.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني