الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تكرار الذنب لا يعني أن التوبة لن تقبل

السؤال

أرجو منكم بيان رأي الإسلام في موضوعي ألا وهو: اقترفت كبيرة من الكبائر حكمها في ديننا القتل، وتبت منها ومن ثم كررتها وتبت منها، ومن ثم كررتها وهكذا حتى أحسست أن لا توبة لي أبدا خصوصا أن البلد الذي أعيش فيه لا يقيم الحد أبدا.
والآن أريد أن أتوب توبة نصوحة صادقة وأعد إن شاء الله أن تكون الأخيرة فهل لي من توبة؟ وهل الحج يلغي الكبيرة إن شاء الله أرجو الرد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الإقدام على ارتكاب الذنوب والمعاصي والجرأة على الله تعالى أمر خطير ولا سيما إن كان هذا الذنب من الكبائر.

وقد أحسنت بمبادرتك إلى التوبة، ولكن يجب أن تكون هذه التوبة توبة نصوحا، وراجع شروط التوبة بالفتوى رقم: 5450.

وتكرر وقوع الذنب ليس بمانع من أن يقبل المسلم على التوبة مرة أخرى، وهو لا يعني أن التوبة لن تقبل منه إذا كان صادقا فيها، فرحمة الله واسعة. وقد سبق بيان ذلك بالفتوى رقم: 66163.

ولم تبين ماهية هذا الذنب الذي قد يترتب عليه القتل، ولكن إن لم يكن هذا الذنب مما يتعلق به حق للمخلوقين فيكفيك أن تتوب وتستر على نفسك، كأن تكون قد وقعت في الزنا مثلا وأنت محصن وهذا هو الظاهر من السؤال. وانظر الفتوى رقم: 4079.

وأما إن كان هذا الذنب الذي أتيته يتعلق به حق للمخلوقين كالقصاص في القتل مثلا فيجب عليك تمكين أولياء الدم من نفسك، وهم مخيرون بعد ذلك بين ثلاثة أمور: طلب القصاص، أو العفو، أو الرضى بالدية. هذا مع العلم بأن إقامة الحدود من شأن الحاكم لا من شأن عامة الناس.

وأما مسألة الحج وهل يكفر كبائر الذنوب أم لا فراجع فيها الفتوى رقم: 24433.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني