الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يختار المرأة ذات النسب عند الزواج

السؤال

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: المرأة تنكح لنسبها.
فكيف يختار الإنسان النسب الجيد؟ حيث إن جميع العشائر العربية لا يمكن القول بأن العشيرة الفلانية ليست جيدة ـ إذن ـ فكيف يختار الزوج الزوجة وفقا لنسبها؟ مع العلم أن العشائر تضم كثيرا من الناس ـ منهم الصالح والطالح ـ وعليه، فإن الاختيار يكون للشخص نفسه وليس لعشيرته فمثلاً: تكون العشيرة جيدة والمرأة غير جيدة، أو العشيرة غير مشهورة والمرأة ممتازة ـ إذا ـ فما فائدة النسب في مثل هذه الحالة؟ فما رأيت أحداً يقول لا تتزوج من العشيرة الفلانية، لأنها معروفة بكذا وكذا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم معيار اختيار الزوجة بقوله: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.

متفق عليه.

وقوله صلى الله عليه وسلم ـ لحسبها ـ ليس أمراً باختيار المرأة الحسيبة ذات النسب، وإنما هو إخبار بواقع الناس في اختيارهم للمرأة في الغالب، قال النووي ـ رحمه الله: الصحيح في معنى هذا الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بما يفعله الناس في العادة، فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع وآخرها عندهم ذات الدين فاظفر أنت ـ أيها المسترشد ـ بذات الدين، لا أنه أمر بذلك.

شرح النووي على مسلم.

وقال المباكفوري: قال القاضي ـ رحمه الله: في عادة الناس أن يرغبوا في النساء ويختاروها لإحدى الخصال واللائق بذوي المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذرون لا سيما فيما يدوم أمره ويعظم خطره.

انتهى من تحفة الأحوذي.

ولا يعني ذلك أن اختيار المرأة ذات النسب أمر غير مرغوب، وإنما المقصود أن لا يقدم اعتبار النسب على اعتبار الدين والخلق، أما إذا كانت المرأة ذات دين ونسب فهو أفضل، قال العظيم أبادي: ويؤخذ منه أن الشريف النسيب يستحب له أن يتزوج نسيبة إلا إن تعارض نسيبة غير دينة، وغير نسيبة فتقدم ذات الدين وهكذا في كل الصفات.

عون المعبود.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني