الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كفارة اليمين وحكم الحلف بالأولاد وكفارته

السؤال

كيفية غفران حلف اليمين وعدم تنفيذه؟ والحلف بالأولاد وعدم تنفيذه وكيفية غفران الذنوب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كفارة اليمين التي يحنث فيها الحالف تكون بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، إن عجز عن الثلاثة صام ثلاثة أيام. لقوله تعالى: لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ واحفظوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ. {المائدة:89}.

وأما الحلف بالأولاد فهو محرم لما في الحديث: من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت. متفق عليه.

وفي الحديث: من كان حالفا فليحلف بالله لا تحلفوا بآبائكم. متفق عليه.

بل إنه عده أهل العلم من الشرك الأصغر لما في الحديث: من حلف بغير الله فقد كفر. رواه أحمد وحسنه الألباني .

وقال الشيخ حافظ الحكمي في سلم الوصول:

والشرك نوعان فمنه أكبر به دخول النار إذ لا يغفر

والثان شرك أصغر وهو الريا فسره به ختام الأنبياء

ومنه إقسام بغير الباري كما أتى في محكم الأخبار

وأما كفارة الحلف بغير الله فبالتوبة والعزم على عدم العود له والإتيان بكلمة التوحيد لا إله إلا الله

ففي الحديث: من حلف فقال في حلفه واللات والعزى فليقل لا إله إلا الله. رواه البخاري.

وقد نقل ابن حجر في الفتح: عن ابن العربي أنه قال: من حلف بها جادا فهو كافر، ومن قالها جاهلا أو ذاهلا يقول لا إله إلا الله يكفر الله عنه ويرد قلبه عن السهو إلى الذكر ولسانه إلى الحق وينفى عنه ما جرى في اللغو. انتهى.

وأما الذنوب التي يعملها العبد فتكفيرها بالتوبة والاستغفار والإكثار من عمل الصالحات فقد قال تعالى: وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا. {النساء:110}.

وقال تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. {الأنعام:54}.

وقال تعالى: فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. {المائدة:39}

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني