الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الدجال أعور العين اليمنى أم اليسرى

السؤال

قرأت عن قصة المسيح الدجال ـ أعاذنا الله وإياكم من فتنته ـ فتوقفت عند أحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم يصف فيها الدجال، ففي بعض هذه الأحاديث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أعور العين اليمنى، وفي الأحاديث الأخرى ذكر بأنه أعور العين اليسرى، فبحثت عن صحة الأحاديث فاتضح لي أنها كلها أحاديث صحيحة وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ينطق عن هوى، ولكنني لم أجد تفسيرا موضحا لسبب وصف العينين بالعوار فاتجهت إلى موقعكم الطيب راجيا من الله ثم منكم توضيحا شافيا لمعنى الاختلاف في الرواية.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد جاء في شأن الدجال أنه: أعور العين اليمنى.

وجاء في رواية أخرى: أعور العين اليسرى.

وقد ذكرهما مسلم.

وكلاهما صحيح، كما قال النووي في شرح مسلم.

وقال عياض في مشارق الانوار: قوله في الدجال: أعور العين اليمنى.

وفي حديث آخر: أعور العين اليسرى.

وقد ذكر مسلم الروايتين ووجه الجمع بينهما بأن كل واحدة عوراء من وجه إذا أصل العور العيب لا سيما ما اختص بالعين فإحداهما عوراء حقيقة ذاهبة وهي التي قال فيها ممسوح العين، والأخرى معيبة، وهي التي قال فيها عليها ظفرة وكأنها كوكب وعنبة طافية. هـ.

وقال ابن حجر في الفتح: قوله في حديث الباب: أعور العين اليمنى.

وقد اتفقا عليه من حديث ابن عمر.

فيكون أرجح وإلى ذلك أشار ابن عبد البر، لكن جمع بينهما القاضي عياض فقال: تصحح الروايتان معا بأن تكون المطموسة والممسوحة هي العوراء الطافئة بالهمز أي التي ذهب ضوؤها وهي العين اليمنى ـ كما في حديث ابن عمر ـ وتكون الجاحظة التي كأنها كوكب وكأنها نخاعة في حائط هي الطافية بلا همز وهي العين اليسرى ـ كما جاء في الرواية الأخرى ـ وعلى هذا، فهو أعور العين اليمنى واليسرى معا، فكل واحدة منهما عوراء أي معيبة، فإن الأعور من كل شيء المعيب، وكلا عيني الدجال معيبة، فإحداهما معيبة بذهاب ضوئها حتى ذهب إدراكها، والأخرى بنتوئها. انتهى.

قال النووي هو في نهاية الحسن.هـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني