الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الدعاء برد القضاء بعد الاستخارة

السؤال

هل يجوز الدعاء برد القضاء بعد الاستخارة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقصد السائلة من السؤال ليس واضحا ولا ندري طبيعة القضاء الذي تريد السائلة الدعاء برده ، وعلى حسب فهمنا لسؤالها سنجيب، فنقول: إن كانت السائلة قد استخارت الله عز وجل في شيء ثم أصبحت لا تريده بأن تبين لها أن هذا الأمر لا يجلب لها نفعا أو قد يضرها فلا بأس بدعاء الله تعالى برده عنها، وصرف قلبها عنه. فعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لا يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلا الدُّعَاءُ، وَلا يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلا الْبِرُّ. رواه الترمذي وقال: حسن غريب ، وحسنه الشيخ الألباني .

قال المباركفوري : قوله:( لا يرد القضاء إلا الدعاء ) القضاء هو الأمر المقدر، وتأويل الحديث: أنه إن أراد بالقضاء ما يخافه العبد من نزول المكروه به ويتوقاه فإذا وفق للدعاء دفعه الله عنه فتسميته قضاء مجاز على حسب ما يعتقده المتوقى عنه، يوضحه قول صلى الله عليه وسلم في الرقى: هو من قدر الله. وقد أمر بالتداوي والدعاء مع أن المقدور كائن لخفائه على الناس وجودا وعدما، ولما بلغ عمر الشام وقيل له إن بها طاعونا رجع، فقال أبو عبيدة: أتفر من القضاء يا أمير المؤمنين؟ فقال: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة! نعم نفر من قضاء الله إلى قضاء الله. أو أراد برد القضاء إن كان المراد حقيقته تهوينه وتيسير الأمر حتى كأنه لم ينزل يؤيده ما أخرجه الترمذي من حديث ابن عمر: أن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل . وقيل: الدعاء كالترس والبلاء كالسهم. انتهى من تحفة الأحوذي شرح الترمذي.

ولمزيد من التوضيح حول الدعاء وأثره في أنواع القضاء ومشروعية الدعاء برد القضاء نرجو مراجعة الفتاوى التالية أرقامها: 6703، 10657، 104456، 128541، 129071.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني