الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصول الدين وأصول الفقه.. معناهما.. والفرق بينهما

السؤال

ما الفرق بين أصول الدين وأصول الفقه؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبمعرفة معنى كل من أصول الدين وأصول الفقه يتبين المراد بكل منهما والفرق بينهما:

فمعنى الأصل في اللغة: هو ما يبنى عليه غيره.

ولهذا، فأصول الدين في أغلب إطلاقات العلماء يقصد بها: علم التوحيد وعقيدة المسلم، لأن الاعتقاد هو الذي يبنى عليه قبول الأعمال وصحتها.

وفي الموسوعة الفقهية: كثيرا ما يضاف لفظ ـ الأصول ـ إلى أسماء العلوم، ويراد به ـ حينئذ ـ القواعد العامة التي يتبعها أصحاب ذلك العلم في دراسته، والتي تحكم طرق البحث والاستنباط في ذلك العلم، وقد تكون تلك الأصول علما مستقلا. فمن ذلك أصول التفسير، وأصول الحديث، وأصول الفقه.

أما أصول الدين: ويسمى ـ أيضا ـ علم العقائد، وعلم الكلام، والفقه الأكبر ـ فليس من هذا الباب، بل هو ـ كما قال صاحب كشف الظنون: علم يقتدر به على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج عليها، ودفع الشبه عنها. وسمي أصولا، لا من حيث إنه قواعد استنباط ودراسة، بل من حيث إن الدين يبتني عليه، فإن الإيمان بالله تعالى أساس الإسلام بفروعه المختلفة.

ثم ذكروا أصول الفقه فقالو: أصول الفقه: وهو علم يتعرف منه على كيفية استنباط الأحكام الشرعية الفرعية من أدلتها التفصيلية.

وموضوع علم أصول الفقه: الأدلة الشرعية الكلية من حيث كيفية استنباط الأحكام الشرعية الفرعية منها ومبادؤه مأخوذة من العربية وبعض العلوم الشرعية ـ كعلم الكلام والتفسير والحديث، وبعض العلوم العقلية. اهـ من الموسوعة الفقهية الكويتية.

وقد يطلق مصطلح أصول الدين ويراد به أشياء أخرى، جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء: يختلف المراد بأصول الدين، فمرة: يقصد به أركان الإسلام والإيمان.

ومرة: يقصد به مباحث العقيدة.

ومرة: يقصد به ما لا يعذر المسلم بجهله من أحكام الإسلام ـ كتحريم الزنا والخمر ـ وهي اصطلاحات تختلف باختلاف آراء المصطلحين.

ولا مشاحة في الاصطلاح، والذي يهم المسلم القيام بأمر الله تعالى والانتهاء عن نهيه بسلوك جادة الشرع المطهر. اهـ. فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.

وبهذا يتبين الفرق بين المصطلحين.

وقد سبق وبينا المقصود بأصول الفقه في الفتوى رقم: 101314، فنرجو مراجعتها.

كما يمكن مراجعة كتاب: أصول الدين الإسلامي: للشيخ محمد بن إبراهيم التويجري.

وكتاب: أصول الدين عند الأئمة الأربعة واحدة: للدكتور ناصر القفاري.

وهناك مسائل مشتركة بين أصول الدين وأصول الفقه يمكن لمعرفتها مراجعة كتاب: المسائل المشتركة بين أصول الفقه وأصول الدين: للدكتور: محمد العروسي عبد القادر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني