الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحكمة من الدعاء بعد الجمرة الصغرى والوسطى دون الكبرى

السؤال

لماذا لا يكون الدعاء بعد رمي الجمرة الكبرى مثل الوسطى والصغرى؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل أن المسلم يتحرى متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وإن لم تظهر له الحكمة من التشريع، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة رمي الجمار أيام التشريق أنه كان يقف طويلا يدعو ويتضرع بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى ولا يقف بعد رمي جمرة العقبة، روى أحمد وأبو داود عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر يومه حين صلى الظهر ثم رجع إلى منى فمكث بها ليالي أيام التشريق يرمي الجمرة إذا زالت الشمس كل جمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ويقف عند الأولى وعند الثانية فيطيل القيام ويتضرع ويرمي الثالثة لا يقف عندها.

وفعله صلى الله عليه وسلم كاف ليتأسى المسلم به ويحرص على اتباعه فيه: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا{الأحزاب:21}.

ومع هذا، فقد التمس بعض العلماء حكمة وقوفه صلى الله عليه وسلم بعد رمي الجمرتين الأوليين دون الجمرة الكبرى ـ جمرة العقبة ـ قال العلامة ابن قاسم ـ رحمه الله ـ في حاشية الروض: قال الحافظ وغيره: لا نعلم فيه خلافا، وحكمة الوقوف عندهما دونها ـ والله أعلم ـ تحصيل الدعاء، لكونه في وسط العبادة، بخلاف جمرة العقبة، لأن العبادة قد انتهت بفراغ الرمي والدعاء في صلب العبادة قبل الفراغ منها، أفضل منه بعد الفراغ منها كالصلاة.

انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني