الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خالفت بلدهم السعودية في يوم الأضحى فماذا يفعلون

السؤال

في بلدنا كان عيد الأضحى هذه السنة يوم الخميس وليس يوم الجمعة، وذلك بأوامر من الدولة، وهناك من نحر يوم الخميس وصلى صلاة العيد وهناك من نحر يوم الجمعة، ومنعت الدولة صلاة العيد في ذلك اليوم وسجنت من عاندوها وصلوا العيد يوم الجمعة، وقد صرح بعض المسؤولين بعد العيد بأننا لن نعتد بالسعودية وسنكون نحن من يقرر متى نصوم؟ ومتى نفطر؟ ومتى نقف على عرفة؟ وسؤالي: ماذا نفعل نحن البسطاء والعامة؟ فهل نتبع كلامهم؟ أم نتبع السعودية؟.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم ـ أولا ـ أن العلماء مختلفون هل لكل أهل بلد رؤيتهم؟ وراجع لذلك الفتوى رقم: 113706، ومن رأى قوة القول الآخر ـ وهو أن رؤية البلد الواحد رؤية لجميع البلاد ـ فلا حرج عليه في الأخذ به، ولكن شريطة أن يكون هذا سرا وفي خاصة نفسه تجنبا لإثارة الفتن، فإن الشرع قد جاء بتحصيل المصالح وتكميلها وتقليل المفاسد وتعطيلها، وقد فصلنا القول في هذا في الفتوى رقم: 114045، وهذا كله إذا كانت تلك البلاد تعتمد في إثبات دخول الشهر وخروجه على الرؤية لا مجرد الحساب، فإن كانت تلك البلاد لا تعتمد في إثبات الأهلة على الرؤية فالواجب ـ حينئذ ـ اتباع أقرب بلد إليكم ـ إذا كان أهلها يعتمدون على الرؤية ـ لأن هذا هو ما تقدرون عليه والله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وانظر الفتوى رقم: 113796، ولكن إذا خيف حصول مفسدة راجحة فعليكم أن تتحروا إخفاء ذلك وكتمانه، لئلا تتعرضوا لما لا تطيقونه من البلاء والأذية، فلا تصرحوا بمخالفة الناس إذا خفتم حصول الشر، كما أوضحنا ذلك، وذكرنا كلام أهل العلم فيه في الفتوى رقم: 123173، وصلاة العيد سنة، فمن تركها رأسا، فلا إثم عليه عند الجمهور، ويمكن أن يصليها من شاء في وقتها منفردا ويحصل بذلك المقصود عند عامة العلماء، كما يمكن أن يصليها في جماعة مستسرا بها، واعلم أن قول القائل إنهم هم الذين يحددون وقت الصوم والفطر دون التفات إلى السعودية سائغ على الوجه الذي قدمناه في قول من قال من العلماء بأن لكل أهل بلد رؤيتهم، وغير سائغ على غير هذا الوجه.

وأما الوقوف بعرفة: فإن الهلال إذا ظهر بالديار المقدسة وأعلن المسؤولون دخول الشهر فليس لأحد أن يخالفهم لرؤية بلد آخر، وذلك على القول بأن لكل أهل بلد رؤيتهم أو على غيره من الأقوال، لأن الناس متعبدون بظهور الهلال في البلد الذي هم فيه، وهذا بين واضح لا يحتاج إلى بيان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني