الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوفاء بالنذر المعلق الصادر من المكلف وغير المكلف

السؤال

أريد أن أستشيركم في أمر مهم حيرني: لعبت الجزائر ضد مصر، وفي نهاية الشوط الأول صليت ركعتين وفي النهاية زل لساني فقلت إنني سأصوم شهرين متتابعين إذا فزنا ـ وقد تحقق فوزنا، وأنا الآن عاجز عن صيامهما، وقد أخبرني إمام بأنني غير مكلف بذلك، لأنني لم أبلغ بعد، لأن سني 16 سنة وقال لي يجب أن أعوضهما بعد عامين أو ثلاثة.
فأرجو أن تفيدوني بحل سريع بارك الله فيكم، وأنا في انتظار ردكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد كره أهل العلم النذر المعلق على حصول شيء، لأنه يستخرج به من البخيل، وإذا صدر من البالغ، فإنه ينعقد ويجب عليه الوفاء به، لعموم قول الله تعالى: وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ { الحج: 29}.

وقوله تعالى عن عباده الأبرار: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ { الإنسان: 7 }.

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: من نذر أن يطيع الله فليعطه.

الحديث رواه البخاري.

وأما غير البالغ: فإن نذره ينعقد إذا كان يعقل القربة، ولكن لا يجب عليه الوفاء به، وإنما يستحب له الوفاء به بعد البلوغ، ولذلك، فإذا كنت قد بلغت سن التكليف ـ وهي الاحتلام أو إنبات شعر العانة الخشن أو بلوغ خمس عشرة سنة ـ على قول بعض أهل العلم ـ أو ثمان عشرة سنة على قول المالكية ـ ولعله ما يقصد الإمام بقوله لك إنك غير بالغ، فإن كنت قد بلغت بشيء مما ذكر، فإن عليك أن تفي بهذا النذر لتحقق ما علق عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني