الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى: اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير..

السؤال

قرأت دعاء الاستخارة فوجدت فيه عبارة: اللهم إن كنت تعلم أن في هذا الأمر خيرا، أو كنت تعلم أن في هذا الأمر شرا، إلخ.
وسؤالي: هل هذا الحديث صحيح بهذه الصيغة؟ أي هل يجوز أن نقول لله جل جلاله إن كنت تعلم؟ فحسب فهمي ـ إن كنت تعلم، تقال لشخص قد يعلم وقد لا يعلم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد تقدمت صيغة دعاء الاستخارة كاملة في الفتوى رقم: 42384، وفيها: اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر إلخ، وهذا ليس شكا من المستخير في علم الله سبحانه وتعالى عن ذلك، وإنما هو شك في متعلقه، هل هو الخير أو الشر؟ وهل الخير في الفعل أو الترك؟ فالمستخير لا يعلم باطن الأمر وما يؤول إليه، فهو مفتقر إلى علام الغيوب ليقدر له الخير، ولذلك قال: وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب.

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: وقوله -إن كنت - استشكل الكرماني الإتيان بصيغه الشك هنا، ولا يجوز الشك في كون الله عالما، وأجاب بأن الشك في أن العلم متعلق بالخير أو الشر، لا في أصل العلم. اهـ.

وقد ذكر الطيبي معنى آخر، ففي تحفة الأحوذي: قَالَ الطِّيبِيُّ: مَعْنَاهُ اللَّهُمَّ إِنَّك تَعْلَم, فَأَوْقَعَ الْكَلَامَ مَوْقِعَ الشَّكِّ عَلَى مَعْنَى التَّفْوِيضِ إِلَيْهِ وَالرِّضَا بِعِلْمِهِ فِيهِ, وَهَذَا النَّوْعُ يُسَمِّيهِ أَهْلُ الْبَلَاغَةِ تَجَاهُلَ الْعَارِفِ وَمَزْجَ الشَّكِّ بِالْيَقِينِ, يُحْتَمَلُ أَنَّ الشَّكَّ فِي أَنَّ الْعِلْمَ مُتَعَلِّقٌ بِالْخَيْرِ أَوْ الشَّرِّ لَا فِي أَصْلِ الْعِلْمِ. اِنْتَهَى.

قَالَ الْقَارِي: وَالْقَوْلُ الْآخَرُ هُوَ الظَّاهِرُ، وَنَتَوَقَّفُ فِي جَوَازِ الْأَوَّلِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى.

ولمزيد الفائدة عن كيفية الاستخارة راجع الفتوى رقم: 38863.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني