الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم أرباح الأسهم البنكية

السؤال

سيدي أتشرف بأن أعرض عليكم النازلة التالية:
أنا شاب مغربي أبلغ من العمر 41 سنة أشتغل منذ 12 سنة كإطار إداري بإحدى شركات قروض الاستهلاك وهي فرع لإحدى كبريات المؤسسات البنكية المغربية، اشتريت من هذه الشركة حوالي 2000 سهم منذ 6 سنوات كانت قيمة السهم الواحد حينها تبلغ 64 درهما، و ذلك في إطار عملية توزيعها إدارة الشركة لأطر معينين، يمكنني حاليا القيام ببيع هذه الأسهم بمبلغ 600 درهم للسهم الواحد وتحقيق ربح هام من هذه العملية أنوي استثماره في مشروع تجاري بعيد عن قطاع القروض والربا، ومن بين هذه المشارع التي أقوم حاليا بدراستها مشروع وكيل عام لمؤسسة هي من كبريات شركات التأمين ببلادنا، من خلال هذا المشروع سأقوم بفتح وكالة أبيع من خلالها منتوجات التأمين مقابل عمولة تدفعها لي مؤسسة التأمين.
سؤالي هو كالتالي:1. هل الربح الذي سأحققه من بيع الأسهم المذكورة حلال أم حرام ؟ 2. هل المشروع الذي أنوي القيام به تعتريه شبهة ما ؟ 3. ماذا أفعل بهذا الربح ؟(100 مليون نقد مغربي أو تقريبا 130000 دولار أمريكي) إذا كان حرام علي هل أتصدق به؟... و لمن ؟ عائلتي؟ (والدي و إخواني...) أم الفقراء و المساكين ؟…مع العلم أن هذا كل ما أكسبه؟ وشكراً جزيلاً سيدي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان البنك الذي كنت تشتغل به بنكاً ربوياً وقد اشتريت أسهمه بما تحصلت عليه من خلال عملك فيه فرأس المال حرام والربح مثله، وعليك أن تتخلص من ذلك كله بصرفه في مصالح المسلمين ودفعه للفقراء والمساكين ولا تنتفع به في خاصة نفسك أو أهلك إلا إذا كنت فقيراً محتاجاً إليه ولا تملك غيره، فلك أن تأخذ منه بقدر حاجتك أو تشتري منه آلة تتكسب عليها وتحترف بها كما قال بعض أهل العلم.

قال النووي في المجموع: وله (أي حائز المال الحرام) أن يتصدق به على نفسه وعياله إن كان فقيراً... وله أن يأخذ قدر حاجته لأنه أيضاً فقير. وقد فصلنا القول في ذلك في الفتويين: 18727، 1725.

كما أن شركات التأمين إذا كانت تجارية -وهو الغالب- فإنه لا يجوز العمل فيها ولا المشاركة في أسهمها لأنها قائمة على الحرام، وأما التأمين التكافلي فلا حرج في العمل لدى مؤسساته أو المشاركة في أسهم شركاته.

فانظر وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه إن كان ما اكتسبته من مال هو نتيجة عمل محرم فإن المال محرم وربحه مثله ويلزم التخلص منه كله، وليس لك أن تأخذ منه لنفسك أو عيالك إلا بقدر حاجتك.

وأما إن كان البنك إسلاميا فما اكتسبته من عملك فيه فهو حلال وربحه حلال كذلك لأن أسهم البنوك الإسلامية يجوز شراؤها. ولك الانتفاع بما كسبته من ذلك، لكن لا يجوز استثماره في مجالات محرمة كشركات التأمين التجاري ونحوها.

وللفائدة انظر الفتاوى : 12632، 4546، 2900، 3319.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني