الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب ظلم الإنسان للإنسان وعقوبة الظالم

السؤال

تعرضت لظلم كبير أثر علي كثيرا وأتساءل: لماذا يظلم الناس بعضهم بعضا دون اكتراث بمدى الألم الذي يسببونه؟ وهل سيدفعون ـ يوما ما ـ ثمن ظلمهم؟ وهل دعوة المظلوم مستجابة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يرفع عنك الظلم وعن جميع المظلومين ويفرج كروب جميع المسلمين، ونوصيك بالمواظبة على التعوذات المأثورة صباحا ومساء وعند الخروج من المنزل، وقد ذكرنا أحاديث في شأنها في الفتويين رقم: 127619، ورقم: 93473.

وأما ظلم الناس بعضهم بعضا: فهو ذنب عظيم وقد نهى الله عنه، كما في الحديث القدسي عند مسلم: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا.

وقال سبحانه وتعالى في وعيد الظلمة: وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا{طه:111}.

وقال تعالى: فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا {الفرقان:19}.

وأما سبب الظلم: فهو ضعف الإيمان وضعف العقل وعدم الخوف، فقد قال الماوردي في أدب الدنيا والدين: إن في طباع الناس من حب المغالبة على ما آثروه، والقهر لمن عاندوه ما لا ينكفون عنه إلا بمانع قوي ورادع ملي، قال المتنبي: والظلم من شيم النفوس، فإن تجد ذاعفة فلعلة لا يظلم.

وهذه العلة المانعة من الظلم: إما عقل زاجر، أو دين حاجز، وسلطان رادع، أو عجز صاد.

انتهى.

وأما من ظلم: فيسدفع ثمنا باهظا لظلمه ـ إن مات قبل التوبة والتحلل من المظلوم ـ كما في حديث البخاري: من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه.

انتهى.

وقد ينال الظالم في الدنيا من عقوبة الله تعالى ما شاء الله، وقد يملي له ثم يأخذه أخذة شديدة، كما في حديث الصحيحين: إن الله ليملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد.

وأما دعوة المظلوم: فهي من الدعوات المستحابة، كما في حديث البخاري ومسلم: ..واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب .

وراجعي الفتوى رقم: 94603.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني