الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدود التعامل بين الخطيبين

السؤال

أهلكتني ذنوبي، أنجدوني، أخجل أن أصرح لكم بأخطائي، ولكن لم أجد من أقول له هذا الكلام ـ وإذا بليتم فاستتروا ـ أرجوكم ساعدوني فمشكلتي: أنني كنت أمارس العادة السرية منذ: 7 سنوات، وجاهدت كثيرا حتى أقلع عنها، وعندما تمت خطبتي وعدت الله ثم نفسي أن لا أعود إليها، بنية الحفاظ على نفسي وتهيئة لها للزواج الصالح، ولكن نفسي الضعيفة غلبتني وعدت لها مرات قليلة على فترات متباعدة، ولكن ـ والله ـ بعدها أشعر بثقل ما فعلت وأكتئب وأشعر أنني إنسانة ضعيفة، وأسارع إلى الله أطلب رحمته، وأن يسامحني ويغفر لي ما حدث مني ـ والحمد لله ـ مضت علي فترة لم أعد إليها، وأجاهد نفسي الضعيفة أن لا أعود إليها. والذنب الثاني في حياتي هو: أنني كنت أترك خطيبي يمسك بيدي، ولكن تحدثت معه وتناقشنا كثيرا في حرمة هذا الفعل ووعدني أنه لن يمسك بيدي أو يلمسني مرة أخرىـ والحمد لله ـ ربنا ثبتني أمامه، إلا أنه يحاول في بعض المرات أن يعود، ولكنني دائما أذكره باتفاقنا ـ وخطيبي إنسان طموح ويحبني ويجاهد في عمله حتى نتزوج، لأن ظروفه المادية ليست متيسرة حتى نعجل بزواجنا، ويصلي ويعرف الله ـ ولكن عندما يراني أشعر أنه لا يستطيع أن يتحمل ويضعف، ومن هنا تأتي الكارثة الكبرى، وهذه هي المشكلة التي أنتظر منكم أن ترشدوني ماذا أفعل فيها؟.
والله أعلم ـ الخطوبة هي وعد بالزواج ـ والمفروض أن لانتكلم في التليفون، ولكننا لا نستطيع، وأيضا أهلي لا يمنعونني أن أكلمه في التليفون ـ ووقعت صدفة حوالي: 3 مرات كلمني في التليفون وأنا نائمة على السرير وهو أيضا ـ حتى نمت على صوته وأخذنا نتخيل أننا نائمان في مكان واحد وكلام أستحي أنا أقوله لكم، فاستيقظت من النوم مذعورة مما فعلت، وكلمته وسألته ماذا قلنا؟ فقال لم نقل شيئا وكان كلامنا عاديا، وهو الآن يتخيل أنني أتكلم وأنا في النوم من غير إدراك لكلامي، ولا أتذكره عندما أستيقظ، وتكرر الأمر للمرة الثانية، ولكنني سارعت إلى الله وارتعشت مما فعلت من تكليمه وإستجابتي لكلامه وبكيت وطلبت منه أن يثبتني ويقويني، ولأن نفسي ضعيفة، تكرر الأمر للمرة الثالثة البارحة، ولكنني قاومت هذه المرة وأغلقت هاتفي تماما ونمت وأنا أرتعش مما فعلت ومن ضعف نفسي ومن غضب الله علي الذي أشعر به، والآن أبكي على ذنوبي التي تكثر ونفسي التي تصمد ثم تعود للضعف مرة أخرى، وخطيبي متأكد أنني لا أذكر ما أقوله في نومي وعندي حسن ظن بالله أنه سيسامحني ويغفر لي، ولكن أرشدوني ، هل أتكلم مع خطيبي في هذا الأمر؟ أم ماذا أعمل؟ مع العلم أنه شيء محرج جدا.
وسؤالي الثاني، كيف أقوي نفسي الضعيفة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق بيان تحريم العادة السرّية وكيفية التخلص منها في الفتويين رقم:5524، ورقم: 7170.

أمّا ما يتعلق بما يحصل بينك وبين خطيبك: فاعلمي أنّ الخاطب أجنبي بالنسبة للمخطوبة ـ ما دام لم يعقد عليها ـ حكمها حكم أي فتاة أجنبية عنه، فلا يحل له الخلوة بها ولا لمسها، بل ولا الحديث معها لمجرد الاستمتاع والتشهي، وإنما ينبغي أن يكون للحاجة والمصلحة المعتبرة شرعاً في حدود الاحتشام والجدية والبعد عن كل ما يثير الفتنة، وراجعي حدود تعامل الخاطب مع خطيبته في الفتوى رقم: 15127، وما أحيل عليه فيها من فتاوى.

فالواجب عليك التزام حدود الشرع في تعاملك مع خطيبك، فلا تمكنيه من الخلوة بك، ولا لمس شيء من بدنك ولا تحادثيه لغير حاجة ـ سواء عن طريق الهاتف أو غيره ـ وإذا دعت حاجة للكلام فليكن بقدر الحاجة بجدية واحتشام.

واعلمي أن التهاون والتفريط في هذا الأمر عواقبه وخيمة وخطره عظيم، فجاهدي نفسك وخالفي هواك واصبري وصابري، والذي يعينك على ذلك أن تستعيني بالله وتعتصمي به وتظهري ضعفك بين يديه، فإنّه لا قوة للعبد على فعل طاعة أو اجتناب معصية إلا بالله، واحرصي على مصاحبة الصالحات وسماع المواعظ النافعة وشغل الفراغ بالأعمال المفيدة.

ولا تملّي من الإلحاح في الدعاء مع إحسان الظنّ بالله وكثرة الذكر في كلّ الأحيان ولا سيما الأذكار المسنونة وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 5450.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني