الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء بالهداية لتارك الصلاة

السؤال

إخوتي الأفاضل هل الذي يصلي ويدعو لإخوته الذين لا يصلون لن يقبل دعاؤه لأنهم لا يصلون، فقد سمعت أن الذي لا يصلي لن يستجاب دعاء من يدعو له سواء بالرزق أو الهداية أو الإصلاح أو البعد عن المحرمات أو ..الخ. فهل دعائي لأخواتي اللواتي لا يصلين لن يقبل؟ وبارك الله فيكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالدعاء بالهداية والصلاح لتارك الصلاة أمر مستحب ولا إشكال فيه، والدعاء له بالرزق ونحوه من منافع الدنيا لا بأس به، فإن تارك الصلاة كسلا لا جحودا اختلف أهل العلم في كفره، وحتى على القول بكفره فلا إشكال في الدعاء له بنحو ما ذُكر، فإن الكافر الأصلي لا يحرم الدعاء له بذلك، وإنما المحظور هو الدعاء له بالمغفرة والرحمة ونحو ذلك من منافع الآخرة إذا مات على كفره.

قال النووي في المجموع: الصلاة علي الكافر والدعاء له بالمغفرة فحرام بنص القرآن والإجماع. اهـ.

وقال ابن حجر المكي في تحفة المحتاج: يحرم الدعاء بأخروي لكافر، وكذا من شك في إسلامه، ولو من والديه، بخلاف من ظن إسلامه ولو بقرينة كالدار. اهـ.

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا بالهداية لبعض الكفار، كما في الصحيحين أن الطفيل بن عمرو الدوسي قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن دوسا قد هلكت عصت وأبت فادع الله عليهم. فقال صلى الله عليه وسلم: اللهم اهد دوسا وأت بهم. وقد بوب عليه البخاري في كتاب الدعوات من صحيحه: باب الدعاء للمشركين.

ومن ذلك أيضا دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأم أبي هريرة بقوله: اللهم اهد أم أبي هريرة. رواه مسلم.

وفي الصحيحين عن ابن مسعود قال: كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.

قال العيني في عمدة القاري: معناه اهدهم إلى الإسلام الذي تصح معه المغفرة، لأن ذنب الكفر لا يغفر. أو يكون المعنى اغفر لهم إن أسلموا. اهـ.

وقال ابن حجر: يحتمل في هذا أن يكون الاستغفار خاصا بالأحياء. اهـ.

ولمزيد الفائدة عن ذلك يمكن الاطلاع على الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 14165، 29836، 11326.

والمقصود أن الدعاء إذا جاز للكافر للأصلي، فجوازه لتارك الصلاة من باب أولى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني