الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحكمة من الأمر بقتل الوزغ

السؤال

عثرت في أحد المواقع النصرانية الضالة (وكلها ضالة) على مقالة بعنوان "مأساة حيوان الوزغ في الإسلام " ولقد حوت تلك المقالة على اتهامات باطلة أرجو منكم رجاءً حاراً أن تقوموا بالاطلاع المستفيض عليها والرد عليها باستفاضة لرد الشبهات، ويمكنكم الوصول إلى المقالة عن طريق البحث عن العنوان في جوجل.
وجزاكم الله خيراً كثيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد

فقد اطعلنا على المقال المذكور وتبين لنا من خلاله أن كاتبه مغرض وليس لديه أية أمانة علمية وإنما همه أن يشوش على بعض البسطاء ليغويهم فيحمل وزره وأوزارهم يوم القيامة، ومما يدل على تشغيبه وعدم أمانته العلمية أنه أوهم أن مسالة قتل الوزغ منصوص عليها في القرآن فذكر أن ذلك من (أساطير القرآن)! ثم إنه أوهم أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف الوزغ بأنه كافر أو مشرك أو لعين ونحو ذلك.

ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً من ذلك وإنما سماه فويسقا، وليس المقصود بهذا الفسق الاصطلاح المعروف وهو الخروج عن طاعة الله تعالى، لأن الوزغ ليس مكلفاً أصلاً، ولكن المراد بذلك المعنى اللغوي وهو الخروج عن خلق مثله من الحشرات بزيادة الضرر.

قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: أما تسميته فويسقا فنظيره الفواسق الخمس التي تقتل في الحل والحرم، وأصل الفسق الخروج وهذه المذكورات خرجت عن خلق معظم الحشرات ونحوها بزيادة الضرر والأذى. انتهى. وهذا المعنى الصحيح لا يفهمه صاحب الفهم السقيم.

وكون الوزغ أليفاً لا يمنع من قتله إن وجد معنى يبيح قتله، فإن الكلب أليف، فإذا كان عقوراً قتل دفعاً لأذاه، والوزغ مضر وينفث سموما فيقتل لضرره، ولهذا المعنى الآخر الذي ذكره الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم وهو كونه قد نفخ النار على إبراهيم عليه السلام، ولا نشك في أن هذا أمر قد حدث، فإننا نصدق محمداً صلى الله عليه وسلم في خبر السماء وأنه يأتيه الوحي من الله فكيف لا نصدقه في مثل هذا.

وأما الاحتجاج بأن جلد الوزغ رقيق فلا يقوى على القربان من النار فدعوى لا تثبت مع هذا الخبر الصادق. وما يدرينا فلعل الله تعالى أعطى الوزغ من القوة ما يتحمل به لهب النار، وقد رأينا كيف أن الفأرة تأتي إلى النار فتضرم بها على أهل البيت بيتهم، ومن أجل ضررها هذا سماها النبي صلى الله عليه وسلم فويسقه ونهى عن ترك النار في البيوت، ثبت في صحيح البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أطفئوا المصابيح فإن الفويسقة ربما جرت الفتيلة فأحرقت أهل البيت.

وأما كون هذا الحكم وهو القتل سرى على جنس الوزغ مع أن الذي فعل ذلك أصله الذي كان في زمان إبراهيم عليه السلام، فقد قال الشرواني في حاشيته على تحفة المحتاج: ثبتت الخسة لهذا الجنس إكراماً لإبراهيم. انتهى.

ثم إن الله تعالى إذا قضى شيئا فلا راد لقضائه ولا معقب لحكمه.

وإننا ننصح هذا الرجل أن يترك الاهتمام بمأساة الوزغ ويلتفت إلى مأساة نفسه باتباعه دينا محرفاً قائماً على أباطيل وخرافات من مثل القول بالتثليث وصلب المسيح والفداء وألوهية عيسى ابن مريم وأمه عليهما السلام، هذا بالإضافة إلى أناجيله التي يوجد بينها كثير من التناقض في الأمر الواحد مما يجزم معه تماماً أنها ليست بالإنجيل الذي أنزله الله تعالى على عيسى عليه السلام، ونرجو مطالعة الفتاوى : 61499،30506 ،10326 وهي عن بطلان النصرانية الموجودة الآن، وكذا الفتاوى: 2105، 29326، 22275 وهي عن تحريف الأناجيل.

ثم إننا ننصحك أنت بالحذر من الاطلاع على هذه المواقع إن لم يكن لك من العلم ما تستطيع أن تتبين به بطلان ما أوردوه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني