الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وقعت في مشكلة مع زوجة خالها فخاصمت سائر أهلها

السؤال

لدي أختي الكبرى لديها مشكلة مع زوجة خالي، وبسببها قاطعت أهلي. مع العلم أن أحدا منهم ليس لديه حيلة أو يد في مشكلتها، فأرجو إفادتي ما هو حكم خصام الأهل؟ لا أريد أن أقول عليه إنه قطع للرحم بل هو خصام مع العلم أن لديها الحق في اتخاذ موقف، لكني مع الحق فهي أيضا مخطئة لأن الله سبحانه وتعالى حثنا على صلة الأرحام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كانت أختك قد قاطعت من أهلها من تجب عليها صلته بسبب ما ذكرت، فقد وقعت في منكر شنيع ومعصية عظيمة؛ لثبوت الوعيد الشديد في شأن قطيعة الرحم وعدم صلتها والهجران بين المسلمين، وراجعي التفصيل في الفتوى رقم: 129033، والفتوى رقم: 116567.

أما الخصام فمعناه الجدال وحكمه بحسب ما يترتب عليه، فإن كان الخصام مع الأهل سيترتب عليه التنافر والتقاطع والهجران فلا يجوز الإقدام عليه أصلاً، قال ابن حجر في فتح الباري: قال الكرماني الجدال هو الخصام ومنه قبيح وحسن وأحسن، فما كان للفرائض فهو أحسن، وما كان للمستحبات فهو حسن، وما كان لغير ذلك فهو قبيح قال أو هو تابع للطريق، فباعتباره يتنوع أنواعاً وهذا هو الظاهر. انتهى.

وعلى السائله أن تجتهد في نصح أختها - خصوصاً إن كانت على باطل - لأجل المصالحة مع أهلها والعدول عن قطيعتهم وهجرانهم، ولتستعن في تحقيق ذلك بالدعاء لها بالهداية والتوفيق، ثم بمن يمكن تأثيره على تلك الأخت كبعض صديقاتها مثلاً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني