الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يعمل بجوار مسجد قباء ويتوضأ ويصلي فيه فهل له أجر عمرة

السؤال

أنا أعمل قريبا من مسجد قباء وأصلي فيه وأتوضأ في مكان العمل. هل أكسب أجرا كأجر عمرة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن شاء الله تكسب أجر عمرة، فإن من صلى في مسجد قباء صلاة كان له أجر عمرة.

لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من خرج حتى يأتي هذا المسجد ـ مسجد قباء ـ فيصلي فيه كان له عدل عمرة. رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني.

وليس هناك من شرط للحصول على هذا الأجر العظيم بالصلاة فيه إلا ما يفعله السائل الكريم من الوضوء في محل عمله قبل الذهاب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة. رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.

وقد ذهب بعض أهل العلم إلى احتمال كون قيد التطهر قبل إتيانه لا يعتبر في نيل هذا الثواب.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (اقتضاء الصراط): قال بعض العلماء: قوله "من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء" تنبيه على أنه لا يشرع قصده بشد الرحال، بل إنما يأتيه الرجل من بيته الذي يصلح أن يتطهر فيه ثم يأتيه فيقصده كما يقصد الرجل مسجد مصره دون المساجد التي يسافر إليها. اهـ.

وقال السندي في حاشيته على سنن ابن ماجه: لعل هذا القيد لم يكن معتبرا في نيل هذا الثواب، بل ذكره لمجرد التنبيه على أن الذهاب إلى المسجد ليس إلا لمن كان قريب الدار منه، بحيث يمكن أن يتطهر في بيته ويصلي فيه بتلك الطهارة، كأهل المدينة وأهل قباء لا يحتاج إلى شد الرحال إذ ليس ذاك لغير المساجد الثلاثة، وكأنه لهذا لم يذكر هذا القيد في الحديث السابق. اهـ.

ولا شك أن الأحوط أن يتطهر العبد قبل ذهابه لمسجد قباء ليعمل بظاهر الحديث السابق. وراجع لمعرفة ما جاء في فضل مسجد قباء والصلاة فيه، الفتويين: 71452 ، 25240.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني