الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الزوجة إذا كان الزوج لا يغتسل من الجنابة

السؤال

زوجي لا يستحم عن الجنابة، نصحته ولم يستجب وأضحت له أنني أخاف على نفسي من الأمراض. هل يجوز أن أخبر أهله ليحكموا بيننا وإذا لم يستجب ما حكم البقاء معه أفيدوني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فواجب متحتم على من أصابته جنابة باحتلام أو جماع ونحوهما أن يغتسل، ولا يجوز لمسلم أن يتكاسل عن أداء الفريضة لأنه لا تتم الصلاة إلا بها، ومن أقدم على الصلاة بغير طهارة فقد ارتكب إثما عظيما يجب عليه أن يبادر بالتوبة منه، وبعض العلماء قد ذهب إلى تكفيره لاستخفافه بشعائر الله.

قال النووي في شرح المهذب: إن كان عالما بالحدث وتحريم الصلاة مع الحدث فقد ارتكب معصية عظيمة، ولا يكفر عندنا بذلك، إلا أن يستحله.

وقال أبو حنيفة: يكفر لاستهزائه. دليلنا: أنه معصية فأشبهت الزنا وأشباهه. انتهى.

وعليه أن يقضي الصلوات التي صلاها بغير طهارة، وانظري للفائدة حول عقوبة من يصلى بلا وضوء وفي معناه من يصلي بدون غسل الفتوى رقم: 128707.

أما إن كان زوجك لا يصلي أصلا فهذه مصيبة عظيمة وتارك الصلاة بالكلية كافر على ما ذهب إليه أهل التحقيق من العلماء الراسخين وقد بينا هذا في الفتويين التاليتين: 130853، 6061.

وقد سبق الحديث عن كيفية العلاقة بين المرأة وزوجها التارك للصلاة في الفتوى رقم: 1061.

ولا حرج عليك أن تخبري بذلك أهله أو غيرهم ممن يملك التأثير عليه وزجره عن هذا المنكر العظيم، فإن أصر على ذلك فعليك أن تطلبي الطلاق منه لأنه لا خير في البقاء مع من يستهين بأوامر الله إلى هذا الحد.

بقي أن ننبه إلى أنه لا علم لنا بوجود ارتباط بين معاشرة من لا يغتسل من الجنابة وبين الإصابة ببعض الأمراض العضوية، ومع هذا فإننا نؤكد أن لك الحق في الطلاق إن أصر على ترك الاغتسال دون عذر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني