الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة حديث (..هذا وفد عنزة..)

السؤال

ما مدى صحة هذا الحديث، وهل عنزة هي قبيلة عنزة المتواجدة في عصرنا الحالي، عن سلمة بن سعد أنه وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وجماعة من أهل بيته وولده فاستأذنوا عليه فدخلوا فقال: من هؤلاء؟ قيل له هذا وفد عنزة فقال: بخ بخ بخ نعم الحي عنزة، مبغي عليهم، منصورون، مرحباً بقوم شعيب وأختا موسى سل يا سلمة حاجتك، فقال: جئت أسألك عما افترضت علي في الإبل والغنم والعنز فأخبره، ثم جلس عنده قريباً، ثم أستأذنه في الانصراف فقال انصرف فما غدا أن قام، قال: اللهم ارزق عنزة كفافاً قوت ولا إسراف. أخرجه الطبراني في الكبير (64 / 63) وأخرجه البزار في الزوائد (268) وذكره الهيثمي في المجمع، إلا أنه قال: (اللهم ارزق عنزة كفافاً لا قوتا ولا إسرافاً)؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، وعنه أبو نعيم في المعرفة، والبزار من طريق حفص بن سلمة بن حفص بن المسيب بن شيبان بن قيس عن قيس بن سلمة عن سلمة بن سعد: أنه وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وجماعة من أهل بيته وولده فاستأذنوا عليه، فدخلوا، فقال: من هؤلاء؟ قيل له: هذا وفد عنزة، فقال: بخ بخ بخ، نعم الحي... سل يا سلمة عن حاجتك، قال: جئت أسألك عما افترضت علي في الإبل والغنم والعنز فأخبره. ثم جلس عنده قريباً، ثم استأذنه في الانصراف، فقال له: انصرف. فما غدا أن قام، فقال: اللهم ارزق عنزة كفافاً، لا قوت ولا إسراف. وقال البزار: اللهم ارزق عنزة قوتاً لا سرف فيه. قال الألباني: وهذا إسناد مجهول مظلم لم أعرف من دون سلمة بن سعد، وقد اضطربوا في ضبط اسم الراويين اللذين دونه، فالراوي عنه عند الطبراني سمي -كما ترى- قيس بن سلمة، وفي البزار شيبان بن قيس، وفي الإصابة سعيد بن سلمة. وفي الاستيعاب سعد بن سلمة وقال في ترجمة أبيه سلمة بن سعد العنزي لم يرو عنه غير ابنه سعد بن سلمة.

قلت: وهذا الاضطراب يؤكد جهالة الراوي. ومنه الراوي عنه، ولذلك قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني والبزار باختصار عنه.... وفيه من لم أعرفهم. وقال الحافظ بعد أن عزاه للطبراني وفي الإسناد من لا يعرف. اهـ من السلسلة الضعيفة.

فعلم مما تقدم أن الحديث ضعيف، وأما عن كون عنزة المذكورة في الحديث هي قبيلة عنزة الموجودة حالياً فهذا ما لا نستطيع الجزم به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني