الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جواز استشارة المرأة الفاضلة

السؤال

ما رأى الإسلام فى طلب الرجال المشورة أو النصيحة من النساء؟ وهل صحيح أن هناك أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم تنهى عن مشورة الرجال للنساء مثل: من أطاع النساء فقد هلك، أو من أطاع أمته أكبه الله على وجهه فى النار؟.
شكراً، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا بأس بأخذ رأي المرأة إذا كان سديداً موافقاً للحق، وذلك لأخذ النبي صلى الله عليه وسلم رأي أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ في الحديبية، وقد صار هذا دليلاً لجواز استشارة المرأة الفاضلة، وذلك لفضل أم سلمة ووفور عقلها، وقد أخذ العبد الصالح شعيب برأي ابنته حين قالت: يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ {26}.

وفي الصحيحين من حديث أم عطية ـ رضي الله عنها ـ عندما غسلت زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: اغسلنها خمساً أو سبعاً أو أكثر من ذلك ـ إن رأيتن ذلك. فرد الرأي إليهن في ذلك.

وقد ورد في بعض الأحاديث ما يخالف هذا مثل حديث: شاوروهن وخالفوهن. وهذا حديث لا يصح، ضعفه السخاوي في المقاصد الحسنة، والشوكاني في الفوائد، وحكم عليه بعض العلماء بالوضع.

جاء في فيض القدير: وأما ما اشتهر على الألسنة من خبر: شاوروهن وخالفوهن ـ فلا أصل له. انتهى.

وجاء في السلسلة الضعيفة للألباني: شاوروهن ـ يعني النساء ـ وخالفوهون، لا أصل له. انتهى.

وـ أيضاً ـ حديث: من أطاع امرأته كبه الله عز وجل في النار على وجهه. حكم عليه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة بالوضع، وقال: أورده السيوطي في ذيل الأحاديث الموضوعة. انتهى.

وأما حديث: من أطع النساء فقد هلك. فلم نطلع عليه فيما بين أيدينا من مصادر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني