الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

قرأت فى كتاب صحيح البخارى حديثا عن النبى صلى الله عليه وسلم: أنه كان مع أصحابه، فقال لهم: علي الصلاة: علمت أن معكم أرواحا، فهلا اغتسلتم؟.
فما معنى هذا الحديث؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاللفظ الذي اطلعنا عليه في صحيح البخاري: قول عائشة ـ رضي الله عنها: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمال أنفسهم، وكان يكون لهم أرواح، فقيل لهم: لو اغتسلتم. متفق عليه.

ويتضح معنى الحديث أكثر بما في رواية مسلم عن عائشة أنها قالت: كان الناس أهل عمل ولم يكن لهم كُفاة فكانوا يكون لهم تفل فقيل لهم: لو اغتسلتم يوم الجمعة؟.

كفاة: خدم يكفونهم العمل.

تفل: رائحة كريهة.

فمعنى الحديث: أن الصحابة لم يكن عندهم خدم يكفونهم مؤنة العمل، بل كانوا يعملون بأنفسهم فيعرقون فتكون لهم ريح كريهة، فكانوا يحضرون صلاة الجمعة على هيئتهم هذه، فقيل لهم: لو اغتسلتم لذهبت عنكم تلك الريح الكريهة حتى تحضروا الجمعة في أحسن هيئة، قال في عمدة القاري شرح صحيح البخاري: والأرواح: جمع ريح، وأصله: روح، قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.

وأراح اللحم: أي أنتن.

وكانوا يعملون، فيعرقون ويحضرون الجمعة تفوح تلك الروايح عنهم، فقيل لهم: لو اغتسلتم.

وجواب ـ لو ـ محذوف، يعني: لو اغتسلتم لذهبت عنكم تلك الروائح الكريهة.

وفيه ما كان عليه الصحابة من اختيارهم الكسب بأيديهم وما كانوا عليه من التواضع.

وقال النووي في شرح صحيح مسلم: فيه أنه يندب لمن أراد المسجد أو مجالسة الناس أن يجتنب الريح الكريهة في بدنه وثوبه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني