الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من تجد بعد الجفاف إفرازات فيها كدرة

السؤال

سؤالي يخص الدورة الشهرية: فأنا ليست عندي عادة منتظمة وقد يستمر دم الحيض المعروف بلونه وقوامه لمدة خمسة أو ستة أو سبعة أيام إلى أن يجف المحل، ولكن ما يحدث في معظم الأحيان: هو أنني أجد بعض الإفرازات البنية أو ذات لون أحمر فاتح بعد الجفاف فأحتار، هل أعتبر هذا حيضا أم لا؟ مع العلم أن هذه الإفرازات قد تستمر إلى اليوم العاشر أو الحادي عشر ـ تقريبا ـ حتى يخرج سائل شفاف أبيض، فما حكم هذه الإفرازات؟ وكيف أصلي في هذه الأيام؟ حيث إنها تأتيني متقطعة ولا أدري إن كنت أستطيع الاغتسال أكثر من مرة في اليوم، لأنه قد يؤدي إلى المرض، فماذا أفعل في هذه الأيام؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا رأيت إحدى علامتي الطهر ـ وهي الجفوف ـ وضابطها أن تحتشي بقطنة فتخرج نقية، أو القصة البيضاء، فالواجب عليك أن تغتسلي، لأنك صرت من الطاهرات، وانظري الفتويين رقم: 112441، ورقم: 113538.

ثم إذا عاودك الدم في زمن يمكن أن يكون فيه حيضا، فقد عدت حائضا وقد بينا حكم الدم العائد في الفتوى رقم:1006800.

وانظري ـ أيضا ـ لمعرفة ضابط زمن الحيض الذي يكون ما رأته المرأة فيه من دم حيضا الفتوى رقم: 118286.

وأما إذا رأيت صفرة أو كدرة بعد رؤية الطهر: فإنها لا تعد حيضا إلا في زمن العادة على ما بيناه في الفتوى رقم: 117502.

والظاهر أن هذه الإفرازات التي ترينها بعد رؤية الطهر هي من الصفرة والكدرة، وبناء على ذلك، فإن هذه الإفرازات لا تعد حيضا، إلا إذا كانت في زمن العادة، وأما إذا رأيتها بعد زمن العادة، فإنها لا تعد حيضا ويلزمك الوضوء منها وتطهير المحل والصلاة، فإن كانت مستمرة، بحيث يصدق عليها حد السلس، فإنك تتحفظين وتتوضئين لكل صلاة بعد دخول وقتها، وانظري الفتوى رقم: 119395، لبيان ضابط السلس.

وأما إذا رأيت شيئا من الدم في زمن الحيض ثم انقطع، فإنه يجب عليك أن تغتسلي لانقطاعه، لقول ابن عباس رضي الله عنهما: ولا يحل لها إذا رأت الطهر ساعة إلا أن تغتسل.

فإذا خفت من حدوث مرض إذا اغتسلت، ولم يكن هذا مجرد وهم جاز لك أن تعدلي عن الغسل إلى التيمم، فتغسلين ما لا تتضررين بغسله من الأعضاء ثم تتيممين للباقي، فإذا قدرت على الاغتسال دون خوف ضرر فإنك تغتسلين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني