الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاقة الزوجية لا تخلو من مصاعب يحتاج الطرفان إلى مواجهتها

السؤال

أنا متزوجة من 7 شهور من بعد حفلة الزواج صار زوجي يكره أهلي، والسبب أنه يقول إن والدي ما عنده أسلوب لما كان يوصيه علي، مع أني ما لاحظت هذا الشيء أبداً من والدي، وما يحترمني ومقصر في حقوقي، وغير مهتم بي، ويريد التخلص من مسؤليتي بأن أعتمد على نفسي مع أني صغيرة ومالي خبرة في أي شيء، وكل فترة تحدث مشكلة، واكتشفت أشياء في أخلاقه: سهر، صور خليعة، وترك الصلاة، وتأخيرها. وحاولت إصلاحة ما قدرت... وأنا الآن في بيت أهلي طبعا هو الذي وصلني لأنه غلط في شرفي وشرف أهلي، وقال خذي أغراضك لبيت أهلك، ومن أسبوعين لا يتصل ولا شيء.. أهلي حاولوا أن يكلموا أي أحد في بيتهم الكل يقول مالي دخل.. تدخل رجال من العائلة ورفض ينفذ شرط أهلي أنه يأتي يأخذني من البيت ويحترمهم... أنا من يوم وصلني بيت أهلي أصلي استخارة في هذا الرجل... لست مرتاحة للطلاق لكن أهلي مصرون إذا لم يعتذر أو جاءهم البيت وحلمت للآن حلمين... الأول (حلمت أنا وزوجي في بيت أهله وأمه تقول لي سامحيني بعدها رحنا السوق وأخذنا أغراض جديدة للبيت ولما رجعنا البيت شكله تغير إلى أفضل من الأول)، الحلم الثاني (حلمت أنه جاء يخطبني بعد ما طلقني وأبي أعطاه فلوسا قال له عند أسبوع ولازم تتم الخطوبة الغريب أن زوجي رجع بيتهم بالسيكل (الدراجة) مع أنه كان جاي بسيارته أو سيارة أحد من أهله)، بصراحة أنا ما أريد الطلاق ولكن كل يوم زوجي يطلع كلام علي وعلى أهلي، وأهلي غير مطمئنين لرجوعي مع هذا الإنسان إلا لما يأتي بنفسه يأخذني من البيت وتصفى القلوب بينهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلمي أيتها الأخت السائلة أن العلاقة الزوجية لا تخلو من مصاعب يحتاج كل من الطرفين إلى تحملها والصبر عليها، خاصة إذا كان هناك أولاد، ومن هنا ندعوك إلى مواصلة الصبر والتحمل وإقناع زوجك بتغيير هذا السلوك معك، ومحاولة الإصلاح بينه وبين أهلك، وأعلميه أن الله تعالى أوجب عليه أن يعاملك بالمعروف، قال الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، وليس من المعروف الإساءة إلى الزوجة وتجاهلها.

وأما ما يفعله من الطعن في عرضك وعرض أهلك فهذا من أقبح المحرمات وأشنعها، بل هو من كبائر الذنوب، قال الله سبحانه: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا {الأحزاب:58}، قال ابن كثير: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا. أي: ينسبون إليهم ما هم بُراء منه لم يعملوه ولم يفعلوه، فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا. انتهى.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج. رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني. وردغة الخبال هي عصارة أهل النار.

ولا شك أن الإثم يعظم ويزداد إذا كان الإساءة إلى الزوجة التي لها مزيد حقوق على زوجها، وعليك أيضاً مواصلة النصح له فيما يفرط فيه من أوامر الله وفرائضه على أن يكون هذا بأسلوب لين رفيق لا غلظة فيه ولا تعنيف، مع كثرة الدعاء والتضرع إلى الله جل وعلا أن يصلح ذات بينكم وأن يصرف عنكم كيد الشيطان ومكره، مع التنبيه على أنه لا يجوز لأهلك إرغامك على الطلاق منه، بل ولا يجوز لهم مجرد التحريض على ذلك ما دمت أنت تريدين الرجوع إليه، وراجعي كيفية تعامل المرأة مع زوجها المفرط في الصلاة، وذلك في الفتوى رقم: 48514.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني