الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كفارة من حلف بالله عدة مرات على أمر

السؤال

ما حكم من قام بحلف قسم اليمين بالله عدة مرات متقاربة، وكان في حالة غضب وعصبية شديدة، وبعد هذا تراجع عن حلفه. فهل يكفر عن يمين واحد أم ماذا، مع العلم أنه لا يعلم كم عدد المرات التي حلف بها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان الشخص المذكور يقصد بتكرار اليمين عدة مرات مجرد توكيد يمينه على ما حلف عليه، وكان ذلك على شيء واحد فإن عليه كفارة واحدة إذا أراد التراجع عن يمينه أو حنث فيها، فقد نص أهل العلم على أن من كرر اليمين على شيء واحد وحنث فعليه كفارة واحدة، قال ابن أبي زيد المالكي في الرسالة مع شرح النفراوي: وليس على من وكد اليمين فكررها في شيء واحد غير كفارة واحدة... وسواء كانت الأيمان في مجلس أو في مجالس. وانظر لذلك الفتوى رقم: 52623 وما أحيل عليه فيها.

أما إذا لم يقصد التوكيد وإنما قصد بالتكرار التأسيس لكل يمين وتكرر الكفارة بتكرر اليمين، فعليه بكل يمين كفارة، وعليه أن يحتاط لما يشك فيه حتى يتيقن أو يغلب على ظنه أن ذمته قد برئت، فنية الحالف هي التي تحدد تعدد الكفارة لكل يمين أو كفارة واحدة عن جميع الأيمان، قال العلامة خليل المالكي في المختصر: وخصصت نية الحالف وقيدت..

وإذا أراد التراجع عن يمينه فله أن يكفر عنها بناء على ما ذكر من تعدد الكفارة وعدمها، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه. رواه مسلم وغيره. ولا تأثير لغضبه العادي في الحكم كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 99046.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني