الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يستحب لصاحب البيت تقديم من هو أفضل منه

السؤال

لو تعذر على الرجل الذهاب إلى المسجد للصلاة وكان يستضيف شخصا يحمل كتاب الله ومعروف بأنه كثير التقوى , فمن له الأولوية في إمامة الصلاة صاحب البيت أم الضيف؟ الرجاء تأكيد ذلك بشيء من الكتاب أو السنة. وبارك الله فيكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فصاحب البيت أحق بالإمامة من غيره، وإن كان غيره أعلم وأفقه، لكن بشرط أهلية صاحب البيت للإمامة، واستحب جماعة من العلماء لصاحب المنزل أن يقدم من هو أفضل منه وأعلم. قال الإمام ابن العربي في عارضة الأحوذي: (إذا كان الرجل من أهل العلم والفضل، فالأفضل لصاحب المنزل أن يقدمه، وإن استويا فمن حسن الأدب أن يعرض عليه) انتهى.
ومن الأدلة على ما تقدم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من زار قوماً فلا يؤمهم، وليؤمهم رجل منهم" رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال: (حسن صحيح، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيره. قالوا: صاحب المنزل أحق بالإمامة من الزائر، وقال بعض أهل العلم: إذا أذن له فلا بأس أن يصلي به) وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤم الرجل في بيته ولا في سلطانه، ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه" رواه أبو داود بهذا اللفظ. قال في عون المعبود: "ولا يؤم الرجل في بيته" قال الخطابي: (معناه أن صاحب المنزل أولى بالإمامة في بيته إذا كان من القراءة والعلم بمحل يمكنه أن يقيم الصلاة) وقال النووي في شرح مسلم: (قال أصحابنا: ويستحب لصاحب البيت أن يأذن لمن هو أفضل منه)
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني