الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب على من أخذ من الكتب المرمية أن يردها

السؤال

إخوتي أنا أحاول بقدر ما أستطيع أن لا أموت إلا وأنا بريئة ولا أحمل في ظهري أي ذنب بقدر استطاعتي المهم بأنني عند تسلمنا للكتب المدرسية لهذا الفصل الدراسي، دخلنا في داخل المكتبه المدرسية فوجدنابها ملخصات لموادنا العلمية، المهم أن صديقتي رأت مكتوبا بها (مجانية لا تباع) ومرخصة من الوزارة فأخذناها أنا وهي خلسة من دون أن يعلم أحد، المهم بأنني عند ما عدت للمنزل وجدت بأنها مسعرة، أي أنسعرها بـقرابه 35 ريال ويأتي معها ملحقات مجانية، المهم بأنني نويت أن أعيدها ولكنني رأيت أنها لعام 1428. يعني أن لا فائدة منها. سأعيدها أنا لا يهمني ذلك فأنا أشعر بأن فعلتي حرام ولا يجوز حتىلو كانت من حقي، فأنا أخذتها خلسة، ولكن هل علي إثم لو أعدتها؟ والشيء الآخر والأهم أنا وللأسف الشديد ضاعت مني عدة كتب مدرسية اختفت ولم أجدها، وحينما مررت بجانب المكتبه المدرسيه وجدت {خارج} المكتبه كتبا ملقاة على طاولات مدرسية!! ووجدت فتيات يأخذن منها كتبا، حينها أخذت منها ما كان ينقصني من كتبي الضائعه [كتابان]. سؤالي هو: هل ما فعلته حرام.. مع العلم بأن هذه الكتب توزع مجانا علينا نحن الفتيات، وكانت ملقاة خارجا لم تكن بالداخل مثلا حتى نقول بأنها سرقة!! فهل علي شيء؟ وهل أعيدها {لا مانع لدي أن أعيدها المهم أن لا أكسب إثما} إنا لله وإنا إليه لراجعون؟ أنا لدي حركة لطالما كرهتها وهي بأنني عندما آخذ شيئا من أحدهم لا أعيده!! ليس من شيء وإنما لا أعلم أنسى حتى يذهب الوقت، ولا أعيدها مع العلم بأن تلك الأشياء تافهه كقلم أو ملاقط شعر أو ما إلى ذلك، أريد أن أعيدها لمن {أتذكر بأنها له وأبرئ ذمتي}، ولكن لا أعلم أشعر بالخجل من ذلك، وأيضا بعضهم قد سافرت أو لم تعد علاقتي معها كما كانت في السابق، {مع العلم للمرة الثانيه بأن تلك الأغراض تافهه جداً لو أجمعها كلها قد لا تساوي ريالاً واحدا سعوديا} ولكن ذمتي أريد أن أبرئها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما أخذت من تلك الكتب خلسة يلزمك إعادته إلى الجهة التي أخذته منها بغير إذنها إلا أن تبرئك منه، لقوله صلى الله عليه وسلم: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال حسن صحيح.

وأما ما أخذت من الكتب المرمية فإن كان أصحابها رموها بعد الامتحان كما يفعل كثير من الطلبة والطالبات فلا حرج عليك في أخذها والانتفاع بها، وأما إن كانوا تركوها وسيعودون لأخذها فلا يجوز لك أخذها ويلزمك ردها إن علمت أصحابها، فإن تعذر ذلك تصدقت بقيمتها عنهم.. وكذلك ما استعرته من الأدوات فإن علمت صاحبه لزمك رده إليه أو التحلل منه، وما جهلت صاحبه أو تعذر الوصول إليه فهو يأخذ حكم اللقطة، وقد نص أهل العلم أن ما كان من اللقطة تافها لا تتبعه نفس صاحبه يجوز لملتقطه الانتفاع به ولو تصدقت بقيمة ما جهلت أصحابه عنهم فلا حرج عليك، وللمزيد انظري الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 26139، 110305، 110863، 112124، 98235.

ويشكر لك حرصك على التحلل من حقوق الناس ومظالمهم كما أوصى بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: من كانت له مظلمة لأخيه في عرضه أو شيء، فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه. رواه البخاري.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني