الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بغض النبي صلى الله عليه وسلم كفر

السؤال

جزاكم الله خير الجزاء على ما تبذلون به من جهود.
عندي سؤال:
هل يجوز مصاحبة مسلم ملتزم وحافظ القرآن ولكنه يكره الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
تخاصمت معه في هذا الشأن ونصحته، ويقول لي ما ما مشكلتك إذا أنا أكره، ولا يغصب الشخص على حب شخص.
الآن لي فترة ما أكلمه ولا أرد على اتصاله، لأني أكره من يكره حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم.
أفتوني في أمري. جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن محبة النبي صلى الله عليه وسلم فرض عين ولا يتم الإيمان إلا بمحبته صلى الله عليه وسلم حبا يفوق حب جميع البشر لما في حديث الصحيحين: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين. وفي رواية لأحمد: ومن نفسه..

وحبه صلى الله عليه وسلم من أسباب تذوق حلاوة الإيمان كما في حديث الصحيحين: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما.... الحديث

وأما بغض النبي صلى الله عليه وسلم فهو كفر كما نص عليه السبكي في فتاواه والدسوقي في حاشيته. وقال ابن مفلح في الفروع: من كفر طوعا ولو هازلا.. فمرتد بأن أشرك بالله أو كان مبغضا لرسوله أو ما جاء به اتفاقا.. اهـ.

وقال ابن الهمام في فتح القدير: كل من أبغض رسول الله صلى الله عليه وسلم بقلبه كان مرتدا.. اهـ.

وبناء عليه، يعلم خطر مصاحبة هذا الرجل فيتعين عدم صحبته ومجالسته إلا لنصحه ودعوته للخير لما يخشى من التأثر به، فالصاحب ساحب كما يقال. وفي الحديث: لا تصاحب إلا مؤمنا. وفي الحديث: الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. رواهما أحمد وحسنهما الألباني.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 125474، 125295، 116068.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني