الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يستحب الدنو من الإمام يوم الجمعة

السؤال

في يوم الجمعة أغلب شباب المسجد يبكرون إلى المسجد ويعملون بالحديث: من غسل يوم الجمعة واغتسل ثم بكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها.فهل الدنو يكون من الإمام أم الخطيب، وفي الغالب يتقاتلون على الصف الأول والدنو من الإمام فهل يعني الدنو من الأمام والأجر هذا يقتصر على الذين يجلسون أمام الخطيب، وعلما بأن المنبر صغير ولا يكون أمامه إلا ثلاثة أشخاص؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالتبكير للجمعة والدنو من الإمام كل منهما مستحب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ وَدَنَا مِنْ الْإِمَامِ فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا. رواه أحمد وأبو داود والنسائي، وعند أبي داود في السنن أيضا: احْضُرُوا الذِّكْرَ وَادْنُوا مِنْ الْإِمَامِ. اهـ. والمقصود بالدنو من الإمام هو القرب.

قال في عون المعبود : .. وَادْنُوا: أَيْ اِقْرَبُوا قَدْر مَا أَمْكَنَ. اهـ

وجاء في كشاف القناع : وَيَدْنُو مِنْ الْإِمَامِ أَيْ يَقْرُبُ مِنْهُ. اهـ .

وليس القرب مختصا بالجهة المقابلة للإمام بل من أي جهة سواء أمامه أو عن جانبيه، والحكمة في القرب من الإمام هو استماع الخطبة.

قال النووي في المجموع : يستحب الدنو من الإمام بالإجماع لتحصيل فضيلة التقدم في الصفوف واستماع الخطبة. اهـ

وقال ابن قدامة في المغني: لأنه أمكن له من السماع. اهـ

وهذا يدل على أن المقصود القرب من الخطيب، وإن كان موضع الإمامة داخلا في ذلك لأنه قرب المنبر عادة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني