الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يستدل بصوت الديك على طلوع الفجر

السؤال

هل يعرف الفجر بسماع الطيور تزقزق؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالفجر يعرف بعلاماته التي جعلها الشارع دالة عليه، وذلك بانتشار ضوئه المستطيل في الأفق، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بسنته بيانا واضحا، فإذا ظهر ضوء الفجر الثاني وهو الفجر الصادق فقد دخل وقت الصلاة، وليس لزقزقة الطيور علاقة بوقت الفجر، ولكن قد أجرى الله عادة بعض الطيور بالصياح عند وقت الصلاة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة. أخرجه أبو داود وغيره.

وليس معنى هذا أن صياحه علامة على دخول الوقت، بل لا يجوز الاعتماد على صياحه بمجرده ما لم تضم إليه العلامات الدالة على دخول وقت الصلاة، إلا إن كان مجربا فيكون صياحه أمارة على دخول الوقت يؤخذ بها عند الاشتباه لحصول غلبة الظن بدخول الوقت بها كما نص على ذلك بعض العلماء.

قال المناوي في شرح الحديث المتقدم: قال الحليمي: فيه دليل على أن كل من استفيد منه خير لا ينبغي أن يسب ولا يستهان به بل حقه الإكرام والشكر ويتلقى بالإحسان وليس في معنى دعاء الديك إلى الصلاة أنه يقول بصراحة صلوا أو حانت الصلاة بل معناه أن العادة جرت بأنه يصرخ صرخات متتابعة عند طلوع الفجر وعند الزوال فطرة فطره الله عليها فيذكر الناس بصراخه الصلاة ولا تجوز الصلاة بصراخه من غير دلالة سواه إلا ممن جرب منه ما لا يخلف فيصير ذلك له إشارة انتهى

وقال في أسنى المطالب مبينا حكم الاعتماد على صوت الديك المجرب: وَلِلْبَصِيرِ وَالْأَعْمَى وَإِنْ قَدَرَا على الْيَقِينِ بِالصَّبْرِ أو بِغَيْرِهِ الِاجْتِهَادُ لِلْوَقْتِ في الْغَيْمِ أو نَحْوِهِ مِمَّا يَحْصُلُ بِهِ الِاشْتِبَاهُ في الْوَقْتِ بِمُغَلِّبٍ ظَنًّا بِدُخُولِهِ كَالْأَوْرَادِ وَصَوْتِ الدِّيكِ الْمُجَرَّبِ إصَابَتُهُ الْوَقْتَ هذا إنْ لم يُخْبِرْهُمَا ثِقَةٌ عن عِلْمٍ أَيْ مُشَاهَدَةٍ وَإِنْ أَخْبَرَهُمَا عن عِلْمٍ امْتَنَعَ عَلَيْهِمَا الِاجْتِهَادُ كَوُجُودِ النَّصِّ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني