الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشرك والكفر بينهما تلازم ... وهذا ينطبق على أهل الكتاب

السؤال

هل نصف النصارى بالكفار، أم أنهم لا يعتبرون إلا مشركين أو أهل ذمة؟ وهل نقول لهم كفار؟ فقد قال تعالى في كتابه الكريم: لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم، وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار. فقد احترنا بماذا نصفهم؟ فهل هم كفار أم مشركون؟ وبماذا نصفهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليعلم الأخ السائل أن من اتصف بالكفر فهو مشرك، ومن اتصف بالشرك فهو كافر، للتلازم الذي بين الشرك والكفر، وأهل الكتاب -يهوداً أو نصارى- متصفون بهما جميعاً بنص كتاب الله تعالى، أما اتصافهما بالكفر فهو ما صرح به في الآية التي ذكر السائل، كما صرح به أيضاً في قوله تعالى: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ [البينة:1]، إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة.

وأما اتصافهما بالشرك، فهو مبين في قوله تعالى: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [التوبة:31].

كما صرح في آيات أخرى أنهم نسبوا له الصاحبة والولد، وذلك من أصناف الشرك ومستلزماته، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.

وراجع الفتاوى التالية: 3670، 2924، 6568.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني