الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ترك الفوائد للبنك الربوي والإيداع فيه دون الإسلامي

السؤال

لدي مبلغ في البنك، هذه السنة ألغيت احتساب الفائدة عليه، أما السنوات السابقة ما يقارب ثلاث سنوات محتسب عليها فائدة، وأنا أريد التخلص منها علما، أنه لا يوجد بنك إسلامي قريب، فهل يغتفر ذنبي إن ألغيت الفائدة منه للسنوات السابقة، وأبقيت المبلغ في البنك؟ أم ماذا أفعل؟ أفتوني وجزاكم الله عني كل خير وبارك فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلمي أولاً أنه لا ينبغي لك أن تدعي الفائدة للبنك يتصرف فيها ويتقوى بها، بل تأخذينها وتصرفينها في مصالح المسلمين، وتدفعينها إلى الفقراء والمساكين، وما بيدك من تلك الفوائد تصرفينه كذلك، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 3705.

وأما إبقاؤك للمال في البنك الربوي فلا يجوز لك إلا إذا كنت لا تجدين وسيلة لحفظه غير تلك البنوك الربوية لانعدام البنوك الإسلامية، وأما إن كانت البنوك الإسلامية موجودة لكنها بعيدة من محل سكناك ونحوه فذلك لا يبيح لك ارتكاب الحرام وإيداع المال لدى البنك الربوي لما في ذلك من تقويته على الحرام وإعانته على الإثم الذي يرتكبه، وقد قال الله تعالى: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}، واحتسبي خطواتك إلى البنك الإسلامي عند الله عز وجل؛ لأنك تركت الحرام وأقبلت على الحلال امتثالاً لأوامره سبحانه ووقوفاً عند حدوده، فلك في ذلك الأجر والمثوبة عنده متى احتسبت ذلك وابتغيت أجره، وللمزيد من الفائدة انظري الفتوى رقم: 129886، والفتوى رقم: 119657.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني