الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من شك في البلل هل هو ماء أو نجاسة

السؤال

سوف أروي لكم قصتي: أنه ذات مرة كنت في بيت أحد أقاربي، وتبول أخي على نفسه، فأخذت أختي ملابسه ووضعتها في كيس، ثم وضعته في شنطة أمي، فلما فتحت أمي الشنطة وجدت بعد البلل على الكيس والأغراض التي بالشنطه مبلله، وأختي تقول إنها أمسكت الكيس ويدها مبللة بالماء، ثم مسكت الكيس ووضعته في الشنطة، وأنا أخشى أن تكون أمسكت الملابس وأمسكت الكيس بنفس اليد، أو أن الملابس قد مست الكيس من الخارج، فتنجنس الكيس ونجس جميع الأغراض الموجودة في الشنطة، مثل الجوال والمفاتيح وغيرها، وأصبحت أوسوس أن الجوال متنجس، وأنه إذا تكلمت أمي بالجوال وشعرها مبلول ومشطت شعرها بالمشط فقد تنجس المشط، ثم تنجس المكان الذي وضعت عليه المشط، وحتى لو غسلوا شعرهم مرة أخرى فإنه سوف يتنجس بالجوال والأمشاط والفرش التي مشطوا شعرهم بها سابقا، واتخذت لي شرشف صلاة خاص لأني أخشى أن شعرهم غير نظيف، فهل هذه وسواس أم ماذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيظهر لنا أن الأخت السائلة مبتلاة بالوسوسة في الطهارة، وننصحها بأن لا تفتح على نفسها باب الوسوسة فإنه شر مستطير، وما دامت أختك قد أخبرتكم أن يديها كانتا مبتلتين بالماء عند وضع الكيس في الحقيبة فهذا يعني أن البلل الذي وجدتموه ماء وليس نجاسة، والأصل في الأشياء الطهارة، فإذا شككتم في كونه ماء أو نجاسة فالأصل الطهارة، ولا تزول بمجرد الشك، ويمكنكم تطهير تلك الأغراض لقطع دابر الوسوسة.

والأمر سهل ميسور فيغسل ما يمكن غسله ويمسح ما يتضرر بالغسل حتى تزول عين النجاسة، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 133554 عن كيفية تطهير الجوال من النجاسة، والفتوى رقم: 133855 حول عدم الحكم بانتقال النجاسة إلا بحصول اليقين، والفتوى رقم: 112319 عن علاج الوسوسة في نجاسة الثياب ونحوها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني