الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما حكم من حلف بالله كذبا أكثر من مرة، ولكن عاد واعترف بالحقيقة، وبعدها حلف بالحقيقة على كتاب الله، وأنا خائفة أن أكون قلت شيئا أو نسيت شيئا عندما حلفت على القرآن. فما كفارته وكيف أتوب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحلف بالله تعالى كذبا يعتبر كبيرة من كبائر الذنوب، ففي صحيح البخاري وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس. واليمين الغموس هي اليمين التي يحلفها الشخص متعمدا الكذب بخلاف ما لم يتعمده.

والواجب على من وقع في هذا الإثم العظيم أن يبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى، ولا كفارة لها إلا ذلك عند جمهور أهل العلم، وذهب الشافعية إلى وجوب كفارة يمين مع التوبة، والكفارة: إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام. ولا شك أن هذا القول أحوط.

والتوبة النصوح تمحو ما قبلها كما قال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى. {طـه:82}. وقال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

والتوبة تكون بالندم على ما فات، وترك الذنب في الحال، والعزم على عدم الرجوع إليه في المستقبل، ورد المظالم إن كانت هناك مظلمة لأحد من العباد.

وللمزيد انظري الفتوى: 116990.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني