الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يخط بإصبعه البسملة على جسد المريض فيشفى بإذن الله فهل يتداوى عنده

السؤال

أيها الأفاضل: حياكم الله وجعل ما تقدمونه من خير في موازين حسناتكم بإذن الله تعالى. هناك أخ مستقيم في عباداته ومعاملاته مع الناس، ويشهد له بذلك كل من عرفه، ونحسبه على خير، ولا نزكي على الله أحدا، قد من الله عليه بأمر لا أستطيع أن أسميه كرامة، وذلك لما يشوبه مما سأذكر لاحقا، هذا الأخ بفضل الله تعالى يخط بأصبعه بسم الله الرحمن الرحيم على جسم المريض فيشفى بإذن الله تعالى، وحسب علمي وسؤاله فإنه لا يتعامل مع الجن، وقد شفي على يديه عدد كبير من المرضى فشل الطب الحديث في علاجهم، وفي الحقيقة أنا أعاني منذ مدة طويلة من مرض حرمني من الراحة وحد من حريتي، وقد تعالجت عند كثير من الأطباء وأنفقت أموالا طائلة ولكن بلا فائدة.
وقد فكرت في العلاج عند هذا الأخ، ولكن ما منعني هو أن طريقته هذه لم ترد في السنة، وأخشى أن تكون بدعة.
وسؤالي هو إذا كان ما يقوم به بدعة ومخالف للسنة فهل يمكنني من باب الضرورات تبيح المحظورات العلاج عنده، وذلك لأن هذا المرض أتعبني كثيرا، وجعل حياتي صعبة. ثانيا: هل يمكنه معالجة بعض الناس الذين يعانون من أمراض مزمنة وفشل الطب في علاجهم؟ مع العلم أنه لا يأخذ أجرة على العلاج، وكل ما يفعله هو خط بسم الله الرحمن الرحيم بأصبعه وأمر المريض بإخراج صدقة.
أرجو الإجابة سريعا للأهمية القصوى. وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنشكر السائل الكريم اهتمامه بدينه وتحريه للحلال، ونسأل الله تعالى أن يعجل لكم الشفاء التام والمعافاة من كل مكروه.

ولتعلم أخي الكريم أن علاج المرضى الذين عجز الطب عن علاجهم قد يكون كرامة وقد يكون استدراجاً، فالعبرة في ذلك هي بالاستقامة على أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. كما سبق بيانه في الفتوى: 56853.

فإذا كان الشخص المذكور مستقيما وعلاجه بما ذكر أو بغيره مما ليس فيه شرك فلا حرج في التداوي عنده، ولا يمنع من ذلك كون طريقته في العلاج لم ترد في السنة. ففي صحيح مسلم وغيره أن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله: كيف ترى في ذلك؟ فقال: اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا. و انظر الفتوى: 53398، وما أحيل عليه فيها.

وسبق أن بينا حكم مس المعالج لجسد المريض فانظره في الفتوى: 2360.

وبناء على ما ذكر فالظاهر أنه لا حرج عليك في التداوي عند هذا الشخص أو عند غيره إذا خلا علاجه من الشرك.. فقد روى البخاري في صحيحه وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء. وفي رواية الإمام أحمد. ما أنزل الله داء الا قد أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني