الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التذكير والتأنيث في المولود

السؤال

أريد توضيحا لما يلي جزاكم الله خيرا. حديث الرسول إذا غلب ماء الرجل ماء المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا غلب ماء المرأة ماء الرجل أنثا بإذن الله. هنا حديث الرسول يدل على أن تحديد الجنس يكون قبل التلقيح وفي الحديث القدسي يسأل الملك الله سبحانه في اليوم الأربعين يا رب أذكر أم أنثى؟ وهنا يدل الحديث أن تحديد الجنس بعد التلقيح. كيف أفهم الحديثين معا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما الحديث الثاني فهو حديث حذيفة بن أسيد الغفاري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ثم قال يا رب أذكر أم أنثى فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك .. الحديث. رواه مسلم.

وأما أحاديث التذكير والتأنيث كأثر لعلو ماء الرجل أو المرأة، فقد سبق ذكر بعضها في الفتوى رقم: 77653. وهذه هي التي تحتاج إلى تدبر وتدقيق، ومما يذكر في هذا المجال كأحد المكتشفات الحديثة أن ماء الرجل قلوي، وماء المرأة حمضي. فإذا التقى الماءان وغلب ماء المرأة ماء الرجل، وكان الوسط حامضيا تضعف حركة الحيوانات المنوية التي تحمل خصائص الأنوثة في تلقيح البويضة فيكون المولود أنثى، والعكس صحيح. ويمكن مراجعة شيء من تفصيل ذلك في كتاب (أنت تسأل والشيخ الزنداني يجيب حول الإعجاز العلمي في القرآن والسنة).

ولفهم معنى الحيوانات المنوية التي تحمل خصائص الذكورة أو الأنوثة يمكن الرجوع لما ذكرناه في الفتوى رقم: 80814، فإنه قد ثبت علمياً أن التذكير والتأنيث في المولود يخضع لما يقدره الله من التقاء الكروموسومات التي تحمل جميع الصفات الوراثية للكائن الحي، والإنسان تحتوي كل خلية من خلاياه على ثلاث وعشرين زوجاً من الكروموسومات، كلها من نوع xx إلا الكروموسوم المتعلق بالجنس فإنه بالنسبة للمرأة يكون: xx وللرجل: xy. ومن المعلوم أن نصف الكروموسومات من كل جهة يلتقي مع النصف الآخر من كروموسومات الجهة الأخرى، وينعزل النصفان الآخران، وإذا التقى في كروموسوم الجنس الذي هو: x من المرأة مع: x من الرجل، فإن المولود يكون أنثى، وإذا التقى x من المرأة مع y من الرجل كان المولود ذكراً، أي أن التذكير والتأنيث يتبعان لنوع الكروموسوم الذي يأتي من الرجل، وليس لكروموسوم المرأة فيه دور، لأنها لا تعطي إلا xx.

فإذا تبين هذا فيمكن القول بأن اتحاد ماء الرجل وماء المرأة في ما يعرف بالتلقيح، يسبق تحديد جنس المولود كأثر من آثار التقاء الكروموسوم x أو y من الذكر مع الكروموسوم x من الأنثى. وبذلك يفسر ماء الرجل بأنه الكروموسوم x الخاص بالذكورة، وماء المرأة بأنه الكروموسوم y المتعلق بالأنوثة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني