الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صلة الزوجة لأهل زوجها أفضل إن لم تتضرر

السؤال

أفتوني في أمري. هل زواجي صحيح أم لا؟ كل الأساسيات التي بني عليها كتب الكتاب والاتفاقات اتضحت تدريجيا عكسها، فبداية العريس ووالده مستعجلان جدا لأنه يريد الرجوع إلى الخارج؛ لأن إجازته صغيرة، وأنه كان يخلص أوراق الجيش، وأنه أخذ إعفاء نهائيا وكان مظهره من الخارج يدل على أنه من أهل القرآن، ومن عائله كريمة ومحافظة، وهو من عائلتي، لكن من فرع بعيد، والأشخاص الوسطاء كانوا غير جديرين بالثقة، وربما ظهرت لديهم أشياء، لكن أخفوها عني وعن أهلي.
الخطوبة كانت شهرا واحدا ومن غير ما أجهز نفسي إلا القليل للسفر فقط، وبعد كتب الكتاب ظهر أنه ليس له عمل بالخارج ولا سكن، وأنه اعتقل عدة مرات، وأنه أخذ إعفاء لمدة 4 سنوات بالاحتيال، وكان مدمنا على الأفلام الإباحية والمجلات منذ الصغر، وظهرت أسرار كثيرة خفية لدى العائلة، وإذا كنت علمت بها قبل الزواج كنت رفضت الارتباط بسببها، والآن مر 5 سنين على زواجنا وأنا حامل، ولدي ولد منه ولا أريد الانفصال، خوفا علي أولادي، وأريد أن أصلح منه والصبر عليه، وهو لديه الاستعداد، ولكن أهله مسيطرون جدا عليه وعلى قراراته المصيرية، حتى من ناحية علاقتي الشخصية به، وعلى مستقبلنا.
والآن ليس لي صله بأهله بسبب إهانات جسيمة منهم لي ولأهلي، وبالرغم أن السنين تمر لكني لا أستطيع التعامل معهم، وإني حاولت مرة فتح صفحة جديدة، ولكن قوبلت بشكل سيء للغاية، وأنا إنسانة ولست ملاكا، فإني غير قادرة على أن يكون لي بهم علاقة نهائيا، ولكن زوجي سيجبرني بعد عدة شهور، عندما نرجع من الخارج على زيارتهم والاختلاط بهم، وأنا غير متقبلة أبدا هذا الوضع بعد كل ما حدث، وبعد كل ما علمت عنهم مؤخرا.
منذ أيام الضغوط كثيرة علي ولا أستطيع المقاومة ولا التفكير السليم، وأشعر أني أجرمت في حق نفسي، وأهلي أجرموا في حقي، ولكن على من ألقي اللوم بعد فوات الأوان. انتهى وقت العتاب، والآن أفتوني هل زواجي صحيح أم لا؟ وماذا أفعل في أمري؟ فوضت أمري لله فهو القادر على كل شيء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان زواجك بهذا الرجل قد استوفى شروط وأركان الزواج فهو صحيح، وانظري هذه الشروط في الفتوى رقم: 1766.

وظهور بعض العيوب في زوجك لا يؤثر على صحة الزواج ما دامت هذه العيوب لا تمنع صحة الزواج منه كالكفر –والعياذ بالله-.

واعلمي أنّه لا يلزمك زيارة أهل زوجك أو صلتهم - إذا كانوا من غير أرحامك - ولا سيما إذا كان يلحقك ضرر بالتعامل معهم، ولا حقّ لزوجك في إجبارك على زيارتهم والحال هكذا، لكن ننبهك إلى أنّ إحسان الزوجة إلى أهل زوجها وتغافلها عن زلاتهم، من تمام الإحسان إلى الزوج ومن مكارم الأخلاق، فإذا أمكنك صلة أهل زوجك من غير ضرر يلحقك فهو أولى وأفضل.

وينبغي أن تعاشري زوجك بالمعروف وتجتهدي في السعي لإصلاحه بتشجعيه على حضور مجالس العلم، ومصاحبة الصالحين، والتعاون معه على أداء الطاعات، مع الحرص على حسن التبعّل له، والاستعانة بالله وكثرة الدعاء.

واعلمي أنّ المؤمن لا ييأس أبداً، مهما أصابه من بلاء، فعليك أن تحذري من كيد الشيطان، وأن يلقي في قلبك اليأس، واعلمي أنك إن استقمت على طاعة الله وصبرت، فلن يضيعك الله أبداً، وأبشري بكلّ خير، قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني