الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يلزمك قضاء ما أكلت وما أهديت من النذر

السؤال

فقد نذرت لله نذراً في سري أنه إذا رزقني الزوج الصالح لأذبحن خروفا وأوزعه على لفقراء والمساكين، وقد رزقني الله زوجا صالحا وله الحمد والمنة، فذبحت خروفا وأعطيت قطعة من اللحم لأهلي وقطعة لزوجي وأكلت منها ووزعت الباقي كله على الفقراء من عائلتي ثم الأبعد، ولكنني شككت في موضوع أكلي وأهلي أبي وأمي وإخوتي من هذا اللحم، فبعضهم قال جائز، والآخر قال لا يجوز، فهل إذا تصدقت بثمن ما أكلناه للفقراء يفي بالغرض؟ أم علي ذبح خروف آخر؟ أفيدوني؟ ولكم الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالنذر لا ينعقد إلا إذا تلفظ به الناذر، فإن لم يتلفظ لم يلزمه الوفاء، وقد بينا حكم النذر ووجوب الوفاء به على الكيفية التي نذره بها صاحبه في جملة من الفتاوى انظري مثلاً الفتوى رقم: 107491، والفتوى رقم: 35568 وما أحيل عليه فيهما.

وما دمت قد وفيت بنذرك وهو ذبح خروف وتوزيعه على الفقراء والمساكين فلا يلزمك ذبح خروف آخر، وإنما يلزمك قضاء ما أكلت من هذا النذر وما أهديت منه لزوجك أو لأهلك؛ لأنه نذر مخصص للفقراء والمساكين، ولأنه نذر مجازاة (وهو المعلق على شيء يرجى حصوله).

وقد نص أهل العلم على أنه لا يجوز الأكل من هذا النوع من النذر. وقضاؤه يكون للفقراء والمساكين، وقد اختلف أهل العلم في كيفيته بين من يقول بدفع قيمته، أو مثله من اللحم، أو بشراء جزء من حيوان مثله تشاركين في ذبحه، وسبق بيان ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 77841.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني