الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى قوله صلى الله عليه وسلم (..هذا الحي من قريش)

السؤال

ما صحة هذا الحديث: قال ابن حجر في فتح الباري: أخرج الطبري في تهذيبه من حديث عبد الله بن مغفل قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض)، قال هم هذا الحي من قريش، أخذ الله عليهم إن ولوا الناس أن لا يفسدوا في الأرض ولا يقطعوا أرحامهم. وما المقصود بهذا الحي من قريش؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد

فتهذيب الآثار للطبري لم يطبع منه إلا القليل كمسند عمر ومسند علي بن أبي طالب ومسند عبد الله بن عباس، ولم نجد غيره ممن أسند هذا الحديث إلا الثعلبي في تفسيره، فقال: قال المسيب بن شريك والفراء: يقول (فهل عسيتم إن توليتم) إن وليتم أمر الناس (أن تفسدوا في الأرض) بالظلم، نزلت في بني أمية، ودليل هذا التأويل ما أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسين، حدثنا هارون بن محمد بن هارون، حدثنا محمد بن عبد العزيز، حدثنا القاسم بن يونس الهلالي، عن سعيد بن الحكم الوراق، عن ابن داود، عن عبد الله بن مغفل، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض) ثم قال: هم هذا الحي من قريش، أخذ الله عليهم إن ولوا الناس ألا يفسدوا في الأرض ولا يقطعوا أرحامهم. انتهى.

والراوي عن عبد الله بن مغفل (ابن داود) هكذا هو في المطبوع، وصوابه (أبي داود)، فقد رواه الحاكم في مستدركه فصرح باسمه من طريق أبي الهيثم سعيد بن الحكم عن نفيع أبي داود عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض). انتهى. هكذا مختصراً.

وهذا الإسناد واه جداً، نفيع بن الحارث أبو داود القاص الكوفي: متروك، وقد كذبه ابن معين. كما قال الحافظ في التقريب، وإذا كان كذلك فلا حاجة إلى تفسير هذا الحي من قريش. وعلى أية حال فالذي نقله الثعلبي عن المسيب بن شريك والفراء أنهم بنو أمية، ونقل ابن عطية وأبو حيان والبغوي والثعالبي والخطيب الشربيني عن الثعلبي ذلك إلا أنهم زادوا عنه (وبني هاشم).

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني