الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل حول الإسرائيليات وحكم نشرها

السؤال

أود أن أستفسر عن الإسرائيليات.. كيف نستطيع معرفة الصحيح منها والمكذوب، وهل يجوز أن ننقل هذه الإسرائليات وننشرها.. فقد تصلني الكثير من الرسائل عبر الإيميل والمنتديات وتكون من الإسرائليات.. فهل يجوز لي نشرها وكيف أتحقق قبل أن نشرها إن كانت قصة صحيحة وردت في القرآن أو السنة أو هي من الأكاذيب والتحريفات، علما بأن هناك الكثير من الإسرائليات المكذوبة والمحرفة ذكرت في كتب كبار العلماء والمفسرين والبعض منهم قد يبين تشككه من صحة هذه القصة لكنه في النهاية يذكرها!!! وأيضا هل يجب علي أن أنكر على كل من قام بنشر هذه الإسرائليات وسعى لتفشيها بين الناس جهلا منه وظنا منه بأنها قصة حقيقية أم لا يجب علي نهيه لأن بعض الإسرائليات قد تكون صحيحة ولم تحرف، فأفيدوني جزاكم الله خيراً واسمحوا لي فأسألتي كثيرة... وأردت فقط أن أعرف كيف أتعامل إذا وصلتني قصة من قصص الإسرائليات وكيف أتثبت من صحتها وما العمل مع من قام بنشرها؟ وجزيتم كل الخير على جهودكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمحتوى الإسرائيليات ينظر فيه، فإن وافق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فنصدقه ويجوز أن ننشره، والأولى الاستغناء عنه بما عندنا، وإن خالف ما جاء به نبيناً صلى الله عليه وسلم فنكذبه وننكر على من ينشره.

وأما إن لم يكن عندنا ما يصدقه ولا يكذبه فهذا النوع تجوز حكايته من دون تصديق له ولا تكذيب، ففي حديث البخاري: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم. وفي حديث المسند: ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا آمنا بالله ورسله، فإن كان باطلاً لم تصدقوه، وإن كان حقاً لم تكذبوه. انتهى. ولحديث البخاري: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج.

وأما كيفية التحقق من موافقتها لنصوص الوحي أو مخالفتها له فيعلم بالتأمل في نصوص الوحيين، وهذا لا يمكن معرفته إلا لمن علم بهما، وأما العوام فالأصل عدم اطلاعهم على الإسرائيليات لئلا ينطلي عليهم بعض ما فيها من الأباطيل التي يكذبها الشرع وهم لا يشعرون، ولهذا نهى أهل العلم عن النظر في كتب أهل الكتاب إلا لمن كان عنده علم يميز به بين الحق والباطل، وراجعي في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 81026، 14742، 40774، 27803.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني