الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الضوابط المطلوب توافرها في مفسر القرآن

السؤال

ما هي الضوابط التي وضعها علماؤنا من أجل تفسير القرآن الكريم؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:

فإن من ضوابط التفسير الصحيح عند العلماء أن يفسر القرآن بالقرآن، ثم بالسنة المطهرة الصحيحة، ثم بأقوال الصحابة، مع الابتعاد عن الآثار الضعيفة، والموضوعة، والإسرائيليات، ثم بما نقل عن التابعين، وخاصة مدرسة ابن عباس... ولا بد للمفسر من معرفة اللغة العربية، وقواعدها، وآدابها (النحو، والصرف، والاشتقاق، والبلاغة)، قال مجاهد: لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله، إذا لم يكن عالمًا بلغة العرب. وقال مالك: لا أوتى برجل غير عالم بلغة العرب، يفسر كتاب الله، إلا جعلته نكالًا.

ولا بد للمفسر من معرفة أصول الفقه؛ ليميز بين النص، والظاهر، والمجمل والمبين، والعام والخاص، والمطلق والمقيد، وفحوى الخطاب، ولحن الخطاب، ودليل الخطاب، والناسخ والمنسوخ. والعمل عندما يبدو أنه تعارض.

ولا بد له أيضًا من معرفة أسباب النزول، والمكي والمدني، قال ابن تيمية: ومعرفة سبب النزول، يعين على فهم الآية، فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب...

وغير ذلك من العلوم لا بد من توفرها في المفسر، كما لا يستغني المفسر عن الفهم الدقيق، والملكة الطبيعية، التي تؤهله لفهم كلام الله، يقول الطاهر بن عاشور في مقدمة التحرير والتنوير: واستمداد علم التفسير للمفسر العربي، والمولد، من المجموع الملتئم من علم العربية، وعلم الآثار، ومن أخبار العرب، وأصول الفقه، وعلم القراءات....

فلا يسمى المفسر مفسرًا إذا لم تتوفر فيه هذه الضوابط.

وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى: 6452، 9387، 20704.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني